للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانظروا الى عياض، فلا تأليف معتبراً من تواليف أهل الحديث ولا أصحاب السير والفقهاء إلا وجدته مشحوناً بكلامه … ولا يضر منصبه كون صاحب التشوف (١) لم يذكره في رجال التصوف مع أنه أقدم وفاة من جميع من ذكر فيه، ووجه العذر أنه التزم فيه ذكر الزهاد دون العباد، أي الذين انقطعوا لذلك. وقال ابن صعد في النجم الثاقب: كان عمدة أولياء الله في البلاد المغربية، وممن أجمع على فضله وعلمه علماء الفقه وأكابر الصوفية. وقال ابن العماد (٢) فيه: أبو الفضل القاضي عياض بن موسى ابن عياض العلامة اليحصبي السبتي المالكي الحافظ، أحد الاعلام، ولد سنة ست وسبعين وأربعمائة وأجاز له أبو علي الغساني وأبو محمد بن عتاب وطبقتهما، ولي قضاء سبتة مدة ثم قضاء غرناطة وصنف التصانيف البديعة وسمع من أبي علي بن سكرة وغيره، ومن مصنفاته الشفاء الذي لم يسبق الى مثله، ومنها مشارق الانوار في غريب الصحيحين والموطأ، وكان امام وقته في علوم شتى مفرطاً في الذكاء.

وبالجملة فانه كان عديم النظير حسنة من حسنات الايام، شديد التعصب للسنة والتمسك بها، حتى أمر باحراق كتب الغزالي لأمر توهمه منها.

وقد ترجم له الشيخ قاسم النواوري في سمط اللآليء (٣): ترجمة جامعة وافية تختصر منها ما يلي: هو ابو الفضل عياض بن موسى بن عياض … استقر اجداده في القديم بالاندلس جهة بسطة. ثم انتقلوا الى مدينة فاس ثم الى سبتة، نقلته من خط ابنه الفقيه ابو عبد الله محمد بن عياض. توفى عياض ليلة الجمعة نصف الليل التاسعة من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة، ودفن بمراكش في باب ايلان من داخل السور رحمة الله.


(١) الكلاباذي.
(٢) شذرات الذهب ج ٤ ص ١٣٨ ط القاهرة ١٣٥٠.
(٣) ورقة ١٠ وما بعدها مخطوط الأحمدية تونس.

<<  <  ج: ص:  >  >>