للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومغفرته عليه. قال في بديعة البيان لليحصبي، بعد ذكر نسبه: كان حافظاً علامة مفيداً للطلاب متفنناً للعلوم كالحديث والفقه والنحو واللغة والآداب وأيام العرب والمعاني والبيان والتواريخ والأنساب. ومن مصنفاته: كتاب الشفا، وترتيب المدارك في أربع مجلدات كبار وكتاب جامع التواريخ وكتاب مشارق الأنوار. والإكمال في شرح كتاب مسلم.

ويذكر صاحب السمط أن عبد الوهاب الشعراني ترجم للقاضي عياض في كتابه لواقح الأنوار في طبقات الأخيار، قال وأحرقوا كتاب الإحياء بالأندلس. ثم نصره الله عليهم وكتبوه بماء الذهب … وكان من جملة من أنكر على الغزالي وأفتى بتحريق كتابه: القاضي عياض، فمات فجأة في الحمام يوم الدعاء عليه.

وقيل، إن المهدي هو الذي أمر بقتله في الحمام بعد أن ادعى عليه أهل بلده أنه لا يخرج يوم السبت. وقيل قتله لأجل دعوة الغزالي.

ويرد على هذا الرأي الشيخ مرتضى في شرحه على الإحياء (١) بقوله: وعندي في قوله (أي الشعراني) توقف. فإن القاضي مات في رمضان أو في جمادى الآخرة سنة ٥٤٤. مع أن الإمام الغزالي توفي سنة ٥٠٥.

وفي كتاب الأنيس المطرب بروض القرطاس، في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس لأبي محمد صالح بن عبد الحليم في وقائع ثلاث وأربعين وخمسمائة. فثار أهل سبتة على الموحدين بعد أن بايعوهم ومكنوهم من المدينة، وكان قيامهم عليهم، بدأ في قاضيهم عياض بن موسى فقاتلوا من بها من الموحدين وعمالهم، وحرقوهم بالنار، وركب عياض البحر إلى ابن غانية بالبيعة وطلب منه والياً، فأرسل معه الصحراوي فدخلها وأقام بها والياً، فلما سمعت بنو غواطة بخروج عبد المؤمن إليهم كتبوا إلى الصحراوي والي


(١) شرح الإحياء لمرتضى ١ - ص ٢٧ مصر ط حجرية بدون تاريخ. ثم يزيد: إن الذي كان يقع في كتاب الإحياء إنما هو الشيخ الصوفي ابن حرزهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>