الخصي جعلها على منكبه وكذلك كانوا يفعلون يخرج بها على الناس فانحنى مالك عنها كراهية لذلك فناداه أبو جعفر بلغها إلى رجل أبي عبد الله.
ولما قدم المهدي إلى المدينة جاءه الناس مسلمين عليه فلما أخذوا مجالسهم استأذن مالك فقال الناس اليوم يجلس مالك آخر الناس فلما دنى ونظر إلى ازدحام الناس، قال يا أمير المؤمنين أين يجلس شيخك مالك؟ فناداه عندي يا أبا عبد الله.
فتخطى الناس حتى وصل إليه، فرفع المهدي ركبته اليمنى وأجلسه حتى أتى المهدي بالطست والإبريق فغسل يده ثم قال للغلام قدمه إلى أبي عبد الله فقال له مالك: يا أمير المؤمنين ليس من الأمر المعمول به ارفع يا غلام فأكل معه غير متوضئ فذكر قصته معه في الموطأ وروى أن مالكًا دخل على عبد الملك بن صالح أمير المدينة فجلس ساعة ثم دعا بالطعام والوضوء فقال ابتدئ أولًا بأبي
عبد الله.
فقال له مالك إن أبا عبد الله يعني نفسه لا يغسل يده.
فقال لم؟ قال ليس هذا هو الذي أدركت عليه أهل العلم ببلدنا إنما هو من زي الأعاجم وقد نهى عمر عن أمر الأعاجم وكان عمر إذا أكل مسح يده بباطن قدمه.
- -
فقال له عبد الملك أأترك يا أبا عبد الله؟ فقال أي والله.
فما عاد إلى ذلك عبد الملك بن صالح.
قال مالك ولا آمر الرجل أن لا يغسل يده ولكنه إذا جعل ذلك كأنه واجب عليه فلا.
أميتوا سنة الأعاجم وأحيوا سنن العرب.
أما سمعت قول عمر تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة وإياكم وذي العجم.
قال حسين بن عروة ولما قدم المهدي المدينة بعث إلى مالك بألفي دينار أو بثلاثة آلاف دينار مع الربيع فلما خرج من عنده قال يا جارية لا تمسي هذا المال فإني (قد) تفرست حين نظرت وجه الربيع ورأيت فيه أمرًا منكرًا، ولهذا المال سبب