أغتنم ركعتين زلفى إلى الله … إذا ما كنت فارغًا مستريحًا
وإذا ما هممت يومًا بنطق … فاجعل في مكانه تسبيحا
واغتنام السكوت أفضل من … خوض وإن كنت في الكلام فصيحا
ورأى أبا العتاهية يلبس الصوف فقال:
أيها القارئ الذي لبس الصوف … وأضحى بعد في الزهاد
إلزم الثغر والتعبد فيه … ليس بغداد منزل العباد
إن بغداد للملوك محل … ومناخ للقارئ الصياد
ومما استحسن له من الشعر قوله:
قرب طعامك لمن دخلا … واحلف على من أبى واشكر لمن أكلا
ولا تكن سامري العرض محتشمًا … من القليل فلست الدهر محتفلا
وشعر ابن المبارك كثير في غير باب وله أرجوزة في الصحابة والتابعين وقصائد طوال في التثبت والجهاد مشهورة، وله كتاب الرقائق مشهور، وكتاب رغائب الجهاد. وسئل ابن المبارك فقيل له: من الناس؟ قال: العلماء. قيل فمن الملوك؟
قال الزهاد. قيل: فمن الغوغاء؟ قال: هرثة وخزيمة. وقيل من السفلة؟ قال من باع آخرته بدنيا غيره. وكان يقول: إن أثر الحبر في ثوب صاحب الحديث أحسن من الخلوق في ثوب العروس. وقيل له من أحسن الناس حالًا؟ فقال: من انقطع إلى ربه. وقال ابن المبارك: مررت بحائك وقد انقطع شسع نعلي فلقيني بنعال، فقلت للثواب فعلتها؟ قال نعم. فكنت إذا أجزت به ملت إليه فسلمت عليه. ثم افتقدته فأصبته قد أغلق حانوته، فسألت عنه بعض جيرانه، وقلت: إن