ويجوز أن يكون لفظ منه في قوله "منه للعمل" صفة العمل، فيكون معنى كلامه بناء على ذلك: وفاق العلم للعمل منه أي للعمل الصادر منه، "حتى يكون قوله لفعله مطابقا" موافقا، وذلك بأن يلزم نفسه بامتثال كل ما يقول أنه مطلوب فعله، ويكفها عن كل ما يقول أنه واجب الانكفاف عنه "وهديه" أي حاله وسمته "كنقله" يعني كالعلم الذي ينقله ويعلمه، فإن حاله قد صيغ من علمه "و" العلامة الثانية، "أخذه" وروايته "لما" أي للذي "من العلم علم" وأدرك "عمن من الناس" يعني العلماء والشيوخ "بذا الوسم" أي العلامة المذكورة وهي الجمع بين العلم والعمل به قد "وسم" أي - علم ووصف - والوسم والسمة: العلامة "حسبما" يعني على وفق ما "قد كان" عليه "حال السلف" الصالح من الصحابة والتابعين وما مضى عليه أمرهم "في أخذهم خلفهم عن سلف" أي من تقدم منهم - وقوله: خلفهم - بدل من الضمير في أخذهم، وهو بدل بعض من كل، وإبدال الظاهر من الضمير جائز كما هو مبين في كتب النحو "و" العلامة الثالثة "الاقتداء" والتأسي "بـ" العالم "الذي عنه أخذ" العلم ومنهج التربية "في بث" أي في نشر "ما بث" شيخه من المعارف والعلوم والأدب "ونبذ" أي طرح "ما نبذ" شيخه، كما علمت من اقتداء الصحابة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - واقتداء التابعين بالصحابة، مع التزام ما أمر به سبحانه من اتباع كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وأن الاجتهاد واجب على من يقدر عليه، وهذا في اقتداء مسلم بمسلم، وأما الاقتداء به عليه الصلاة والسلام، فإنه كله طاعة "مستفرغا" أي باذلا أقصى ما يستطيع "للجهد" أي طاقته وقدرته واللام - هنا - أي في قوله للجهد نائب عن الضمير "في"كسب "التأدب بأدب" أي خلق "الشيخ" يعني - شيخه - فأل نائبة عن الضمير بدلالة السياق، "و" في "حسن الطلب" وهو التحلي بآداب طالب العلم وأخلاقه وهي مبينة في