" لذلك لم يسل عن" معنى "الأبّ" الوارد في قوله - تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١)} [عبس: ٣١]- "عمر" بن الخطاب رضي الله عنه قال الشاطبي: "وهو معنى إفرادي لا يقدح عدم العلم به في علم المعنى التركيبي في الآية، إذ هو مفهوم من حيث اخبر الله تعالى في شأن طعام الإنسان انه انزل من السماء ماء فأخرج به اصنافا كثيرة مما هو من طعام الإنسان مباشرة، كالحب والعنب والزيتون، والنخل، ومما هو طعامه بواسطة مما هو مرعي للاغنام على الجملة، فبقي التفصيل في كل فرد من تلك الافراد فضلا على الإنسان أن لا يعرفه. فمن هذا الوجه - والله أعلم - عد المبحث عن معنى الأب من التكلف، وإلا فلو توقف عليه فهم المعنى التركيبي من جهته لما كان من التكلف، بل من المطلوب علمه، لقوله:{لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ}[ص: ٢٩](١).
"و" لذلك "عن" كلمة "تخوف" الوارد في قوله تعالى {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ}[النّحل: ٤٧] "سؤاله صدر" ووقع، فأجابه الهذلي بأن التخوف في لغتهم التنقص، وأنشد شاهدا عليه:
تخوّف الرحل منها تامكًا قَرِدا … كما تخوّف عود النّبْعَةِ السَّفَنُ
"و" هذا حكم "كل ما يتوقف" على معرفته معرفة "المطلوب عليه فهو مثله مطلوب" لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، مثل ما سأل عنه عمر - هنا - وذلك "كالنحو" "و" ألفاظ "اللغات" "و" علم "التفسير" "و" كل "ذا سيأتي بعد في التقرير" لمسائل هذا العلم وقواعده.
"المقدمة السادسة"
في أن الطريق التقريبي في بيان ما تطلب معرفته هو الطريق الذي ينبغي المضي عليه في التفسير لمعاني لنصوص الشرعية وغيرها.