للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

" المسألة الرابعة"

٢٢١١ - إِذَا أَتَى فِي السُّورِ التَّرْغِيبُ … قَارَنَهُ فِي الْغَالِبِ التَّرْهِيبُ

٢٢١٢ - إِمَّا مَعَ التَّأْخِيرِ إِمَّا تَبْدِئَهْ … كَذَا مَعَ التَّخْوِيفِ حَالَ التَّرْجِئَهْ

٢٢١٣ - وَمَا أَتَى مِنْ ذِكْرِ أَهْلِ النَّارِ … مَعْ ذِكْرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الأَبْرَارِ

٢٢١٤ - وَذَاكَ رَاجِعٌ فِي الاعْتِبَارِ … لِمُقْتَضَى التَّبْشِيرِ وَالإِنْذَارِ

٢٢١٥ - وَانْظُرْ فَفِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ … ذَاكَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْخِطَابِ

" المسألة الرابعة"

في بيان أنه "إذا أتى في السور" القرآنية ذكر "الترغيب" في العمل الصالح "قارنه" وصاحبه "في الغالب" والأكثر ذكر "الترهيب" والتخويف من سيء العمل، وذلك يرد "إما مع التأخير" للترهيب عن الترغيب و"إما" مع "تبدئة" به أي الترهيب، وتقديم له عن الترغيب، "كذا" الأمر والشأن "مع التخويف" في "حال" وقوع "الترجية"، فإنه - أي التخويف يأتي مقارنا له - أي للترجية - وكل ما يرجع إلى هذا المعنى فإنه مثله، "و" منه "ما أتى" في القرآن "من ذكر" أحوال وجزاء "أهل النار" - أعاذنا الله - تعالى - منها - "مع ذكر" أحوال وصفات وجزاء "أهل الجنة الأبرار" المحسنين - جعلنا الله - سبحانه - منهم بفضله وكرمه - "وذاك" الجمع والقرن بين ما ذكر كله "راجع في الاعتبار" والقصد الشرعي منه "لمقتضى" وحكم "التبشير" للمؤمنين الصالحين "والإنذار" أي التخويف للكافرين والظالمين "وانظر " لاستحضار ذلك في الأذهان والعلم به آيات القرآن الكريم "ففي فاتحة الكتاب ذاك" القرن والجمع، فأنت ترى أن الله - تعالى - جعل الحمد فاتحة كتابه وفيها {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفَاتِحَة: ٦، ٧] إلى آخرها، فجيء بذكر الفريقين "و" كذا "غيرها" من السور فإن ما ورد فيها "من الخطاب" في هذا الشأن على هذا السنن مجراه ومضيه، فسورة البقرة بدئت بذكر الفريقين - أيضا - قال - تعالى فيها - {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البَقَرَة: ٢] ثم قال - سبحانه - {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦)} (١) ثم ذكر بإثرهم المنافقون وهم صنف من الكفار فلما ثم ذلك أعقب بالأمر بالتقوى، ثم بالتخويف بالنار، وبعده بالترجية؛ فقال:


(١) سورة البقرة/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>