للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٢ - كَذَاكَ قَدْ يَعْرِضُ فِيهِ أَنْ يُرَى … كَثَالِثٍ قَدْ نَافَرَ الْمُعْتَبَرَا

٢٥٣ - بِمِثْلِ أَنْ يُلْقَى لِغَيْرِ أَهْلِهِ … تَبَجُّحًا بِنَقْلِهِ وَحَمْلِهِ

٢٥٤ - أَوْ مَا لَهُ خَطْرٌ مِنَ الْمَسَائِلِ … لِغَيْرِ ذِي عَقْلٍ لِذَاكَ قَابِلِ

٢٥٥ - بِضِدِّ مَا يُوْثَرُ فِي الْعُلُومِ … وَبَثِّهَا مِنْ أَدَبِ التَّعْلِيمِ

٢٥٦ - فَمِثْلُ ذَا يُوقِعُ فِي الْمَحْظُورِ … وَالنَّهْيُ عَنْهُ جَاءَ فِي الْمَأْثُورِ

" المقدمة العاشرة"

" كذاك" أي كما يعرض للقسم الأول ما به يصير من الثاني "قد يعرض فيه" أي القسم الأول ما به يصح "أنْ يرى كثالث" من تلك الأقسام، وهو قسم ما ليس صلبا، ولا ملحا وذلك لأنه "قد نافر" يعني فارق - ولو عبر به لكان أفضل - "المعتبرا" من الخواص التى كان بها من القسم الأول، ويمثل لذلك "بمثل أن يلقى" ويذكر ما هو من المسائل العلمية "لغير أهله" بأن يكونوا غير طالبين له ولا لهم به عناية، وإنما يذكر ذلك "تبجحا" أي افتخارا ومباهاة "بنقله" من أهله من العلماء "وحمله" في الصدر وحفظه "أو "سوق وذكر "ما له خطر" عظيم وقدر وعلو شأن بمقتضى النظر العقلي والحكم الشرعي "من المسائل لغير ذي" صاحب "عقل لذاك" المذكور له "قابل" وإنما يحتمل عقله - ذكاؤه وفطنته - صغار المسائل، فكان من الواجب أن يخاطب بما يفهم وما يكون على قدر عقله، ومن خالف هذا الواجب، فقد أتى "بضد ما" أي الذي "يوثر" أي يختار "في" تعليم "العلوم وبثها" أي نشرها في الخلق، "من" بيانية لقوله "ما" "أدب التعليم" ومنهاج التربية، الذي من قواعده مخاطبة الناس بما يفهمون. والتعليم بصغار المسائل قبل كبارها. "فـ" أما "مثل ذا" وهو سوق المسائل الكبار لمن قصر عقله عن فهمها فإنه "يوقع في" الفتنة والأمر "المحظور" المحرم، وهو أن يكذب الله ورسوله "والنهي عنه" أي عن هذا السبيل قد "جاء في "الخبر "المأثور"عن علي رضي الله عنه في قوله: حدثوا الناس بما يفهمون أتحبون أن يكذب الله ورسوله.

"المقدمة العاشرة"

في أنه إذا تعاضد النقل والعقل على المسائل فعلى شرط أن يتقدم النقل فيكون متبوعا،

<<  <  ج: ص:  >  >>