"والعلم مَطْلب" يعني مطلوبا شرعا، كما تقدم بيان ذلك والمطلب يستعمل بمعنى اسم المفعول، كما يقال هذا مطْلَبي، أي ما أطلبه ولو قال الناظم "والعلم مطلوب" لكان أولى "إليه" يعني إلى أخذه وإدراكه يبلغ و "يوصل كلا طريقين" يعني يوصل إليه طريقان وقوله: كلا طريقين فيه إضافة كلا إلى اسم منكر، والمعروف إضافتها إلى المعرف، "فأما" الطريق "الأول فإنه الأخذ له" أي للعلم "مشافهة" مباشرة بلا واسطة "من قبل" أي جهة "الشيوخ" المأخوذ عنهم "بالمواجهة" أي المقابلة وجها لوجه، "وذاك يعني هذا الطريق "فيه حكمة" خاصة ثابتة فيه "بالذات" تؤخذ منه هي نفسها، وهي "ترجع معنى" وحكما ودلالة "للخصوصيات" التي جعلها الله - تعالى - بين المعلم والمتعلم "يشهدها" كل "من زاول" ومارس "العلوما" وحاول تحصيلها "ومن تولى" يعني صاحب "أهلها" أي أهل العلوم ولزمهم "لزوما" يحقق درك ذلك والعلم به.
"فكم يزيل" يذهب "الشيخ من إشكال" يعرض للمتعلم في كتب يحفظها ويرددها على قلبه، إلا أنه يعوزه فهمها فإذا ألقاها الشيخ فهمها، وذلك يحصل إما "بمقتضى" وحكم "قرائن الأحوال" التي صحبت كلام الشيخ كإيضاح موضع إشكال لم يخطر