مشتمل على ذكر حالي النعيم والعذاب، وما يتقدم ذلك من أحوال القيامة "و" أما الثلاثة الأخرى فأحدها ذكر "قصص المجيب" - اللام للجنس - يعني المجبين لله - تعالى -، وذلك بالتعريف بأحوالهم وذلك قصص الانبياء والأولياء وسره الترغيب، "و" كذا "المعاند" يعني المعاندين الكافرين بالله - تعالى -، والإعلام بأوصافهم وذلك قصص أعداء الله، وسره الترهيب "و" ثانيها "رد كل" قول ومعتقد "باطل وفاسد" لسقوط ما بني عليه وفساده وبطلانه وهذا يشتمل على ذكر الله بما ينزه عنه وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما لا يليق به، وادكار عاقبة الطاعة والمعصية، وسره في جنبة الباطل والتحذير والافضاح، وفي جنبة الحق التثبيت والإيضاح، والتعريف بعمارة منازل الطريق (١)، "و" أما ثالثها فهو "علم كيفية" وطريقة "أخذ الزاد" والأهبة "للسفر" والرحيل "المفضي إلى المعاد" - بفتح الميم - مصدر ميمي بمعنى العود والرجوع، ومحصول هذا العلم ما ذكره الفقهاء في العبادات والعادات والمعاملات والجنايات. وهذه الأقسام الستة تشعبت إلى عشرة، وهي ذكر الذات، والصفات، والأفعال، والمعاد، والصراط المستقيم، وهو جانب التحلية، والتزكية، وأحوال الأنبياء، والأولياء، والأعداء، ومجاهدة الكفار، وحدود الأحكام.
"المسألة الثامنة"
في ضبط معنى أن للقرآن ظاهرا وباطنا لأنه موضوع اختلاف، وتنازع شديد، كما أنه من مزالق النظر في بيان معاني النصوص الشرعية "و" ذلك "إن بعض الناس" منقول "عنه" و"صادر" منه "أن" بتخفيف النون للضرورة "للقرآن" في معناه ما هو "باطن" خفي "و" فيه ما هو "ظاهر" يعلم من ظاهر النصوص.