" وذاك" الذي في هذا الضرب من أنه يمتزج فيه ما ذكر "يختص بمن قد وحّد" - الألف للإطلاق - أي الله تعالى مؤمنا به على الوجه الذي يكون به من أهل التوحيد فهذا الذي عليه حكم الامتزاج هذا "ما دام في النار" ولكن "ليس أبدا بل" أنه "عندما يخرج منها" أي النار "يدخل من فوره" أي من وقت خروجه منها بلا تراخ "فيما اقتضاه" الضرب "الأول" وهو الخلو من هذا الامتزاج، إذ قد يصير إلى نعيم لا كدر يشوبه. وإنما قيل بأن هذا الامتزاج يحصل لمن كان من أهل التوحيد وحده ما دام في النار لما يلحقه وهو فيها من مصلحة "ألا ترى تحاشي" تجنب وتوقي "النيران" في الجحيم "مواضع السجود" منه وهي الجبهة، والكفين والركبتين وأصابع الرجلين. وكذلك موضع "الإيمان" منه وهو القلب، وهذه مصلحة ظاهرة "و" كذلك "أخذها" أي النار "لهم" أي الموحدين "على وزان" أي قدر "ما ارتكبوا" وجنوا "قبل" في الدنيا "من العصيان" والخروج عن طاعة ربهم - سبحانه - وبذلك فإن النار لا تأخذهم أخذ من لا خير في عمله على الإطلاق. "و" كذلك "في الرجاء" الذي هم - أي الموحدون - عليه وهم في العذاب "راحة" لهم "مستوضحة" إذ يتشوفون في كل آن إلى خروجهم من النار ودخولهم الجنة وهذا ينفس عنه من كرب النار و"ذاك كاف في" ثبوت "حصول المصلحة" الناشئة عن الإيمان والأعمال الصالحة لهم.
"المسألة السابعة"
في أن مصالح الخلق الدنيوية والأخروية مقصودة من وضع الشريعة على وجه