" المسألة الأولى" منها: في أنه بعد ذكر أن لهذا النظر الثاني متعلقه السؤال والجواب، "ثم" ذكر أن هذا منسوب إلى علم الجدل، ينتقل إلى ذكر متضمن هذه المسألة وهو أن "الذي يلقى السؤال" إما عالم "مجتهد أو عكسه" وهو المقلد. وعلى كلا التقديرين "إما" أن يكون السؤال ملقى "لمثل" السائل من حيث كونه عالما "أو لضد"ـه وهو المقلد، فهذه أربعة أقسام:
"فـ" أما الـ "أول" منها الذي هو سؤال العالم غيره في المشروع فإنه يقع و"يكون لـ" وجوه أحدها: "التبصر" ومعرفة حقيقة ما وقع السؤال عنه من أمر، وصورة وقوعه، وحصوله. "و" ثانيها "رفع إشكال" عن له، فيلقي السؤال ممهدا به لذلك، متوسلا به إليه.
"و" ثالثها: أن يكون ذلك "للتذكر" لما خشي عليه النسيان.
"و" رابعها: "القصد للتنبيه" للمسؤول على خطأ أتاه "بـ" طريق "الإفادة" والبيان.
ولكنه "يوردها مورد الاستفادة" ويسوقها مساق الاستفسار والاستفهام وقد يكون ذلك صادرا منه "وقصد "ـه "أن ينوب عمن قد حضر" في المجلس الذي أورد فيه ذلك السؤال من المتعلمين "أو غير ما قد مر" ذكره وهو "مما يعتبر" سببا في ذلك كتحصيل ما عسى أن يكون فاته من العلم. "و" أما "الثان" وهو سؤال العالم للمتعلم فإنه يكون "للتنبيه بـ" يعني على "الإشكال" وبيان موضعه وذلك "كي ما" يرفع و"يزول" بالبيان المزيل له "و" قد يكون تنبيها "للاستدلال" يعنى على الاستدلال بما علم على ما لم يعلم بحيث يذكره بما تقرر عند من علم ثم يحيل نظره عليه في بناء الحكم المطلوب.