للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٥٨٤ - وَوَقَعَ الْخِلَافُ فِيمَا قَدْ يُرَا … يُمْكِنُ أَنْ يُلْغَى وَأَنْ يُعْتَبَرَا

" تنبيه"

٢٥٨٥ - عِلْمُ مَوَاقِعِ الْخِلَافِ الْبَادِ … مُرَشِّحٌ لِمَرْقَى الاجْتِهَادِ

٢٥٨٦ - وَذَاكَ قَصْدُ كُلِّ مَنْ حَضَّ عَلَى … مَعْرِفَةِ الْخِلَافِ أَنْ تُحَصَّلَا

" و" إنما "وقع الخلاف فيما قد يرى" هنا أي يبصر من المسائل التي هي دائرة بين طرفين واضحين متعارضين، وكل واحد منهما "يمكن أن يلغى" اعتباره لوجود معارضه من الجهة الأخرى "و" كذلك يمكن "أن يعتبرا" - الألف للإطلاق - وإن يعتد به لوجود ما يقتضي ذلك فيه ظنا. والاختلاف إنما يقع في مواطن الظنون، وما يكون فيه النظر مترددا بين أمرين متعارضين.

"تنبيه"

من أحكم النظر في هذا المعنى وتصور ما يثمره ظهر له أن "علم مواقع" وموارد "الخلاف الباد" الفقهي وإدراكه "مرشح" - بكسر الشين بصيغة اسم الفاعل - أي ومهيئ ومعد "لمرقى" ودرجة "الاجتهاد" لأنه يصير العالم به جديرا بأن يتبين له الحق في كل نازلة تعرض له. "وذاك" الذي يوصل إليه هذا العلم مما ذكر هو الذي يفسر به "قصد" ومراد "كل من حض" وحث "على معرفة الخلاف أن تحصلا" - الألف للإطلاق - وتدرك ومن ذلك ما جاء في حديث ابن مسعود أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا عبد الله بن مسعود قلت: لبيك يا رسول الله؛ قال أتدري أي الناس أعلم؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: أعلم الناس أبصرهم بالحق إذ اختلف الناس وإن كان مقصرا في العمل، وإن كان يزحف في إسته" فهذا تنبيه على المعرفة بمواقع الخلاف.

ولذلك جعل الناس العلم معرفة الاختلاف فعن قتادة: من لم يعرف الاختلاف لم يشم أنفه الفقه. وعن هشام بن عبيد الله الرازي: من لم يعرف اختلاف القراءة فليس بقارئ، ومن لم يعرف اختلاف الفقهاء فليس بفقيه. وعن عطاء: لا ينبغي لأحد أن يفتي الناس حتى يكون عالما باختلاف الناس، فإنه إن لم يكن كذلك رد من العلم ما هو أوثق من الذي في يديه. وعن أيوب السختياني وابن عيينة: أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما باختلاف العلماء زاد أيوب: وأمسك الناس عن الفتيا أعلمهم باختلاف

<<  <  ج: ص:  >  >>