للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١١٧٣ - فَمَا يُرَى فِي الْمُعْجِزَاتِ أَصْلُهُ … فَفِي الْكَرَامَاتِ يَصِحُّ نَقْلُهُ

" فَصْلٌ"

١١٧٦ - وَمَا عَلَى خِلَافِ هَذَا قَدْ وَرَدْ … فَإِنَّهُ فِي ذَاكَ غَيْرُ مُعْتَمَدْ

١١٧٧ - كَذَاكَ مَا يَصْدُرُ مَعْ مُخَالَفَهْ … لَيْسَ كَرَامَةٍ وَلَا مُكَاشَفَهْ

المنبع الكلي تفرع ومنه سال، وجرى، "فـ" كل "ما يرى" أي يبصر أو يعتقد من خوارق العادات "في المعجزات" النبوية "أصله" الذي ورد فيه "فـ" إنه "في الكرامات" التي تمنح للأولياء "يصح نقله" ووروده في الحكاية عن هؤلاء الفضلاء.

وأما اختصاص بعض صالحي هذه الأمة بكرامات لم ينقل أنها ظهرت بذاتها على يد النبي - صلى الله عليه وسلم - كهروب الشيطان من عمر والنور الذي ظهر بين يدي أسيد بن حضير، وعباد بن بشر في ليلة خرجا فيها من عنده - عليه الصلاة والسلام - وما أشبه هذا، فإن ذلك كله في حقيقة الأمر راجع إلى إتباعه - عليه الصلاة والسلام - والاقتداء بهديه ولولا ذلك ما كان لهم شيء مما ذكر فهو على كل حال مصدر هذا الفضل والخير كله.

وهذا جلي بين لا يحتاج إلى إطالة الكلام في تقريره.

"فصل"

في الفائدة الثانية التي تبنى على ما تقدم من أصل "و" هي أن كل "ما" قد جاء "على خلاف هذا" الأصل "قد ورد فإنه" يرد إذ هو "في ذاك" وهو كونه كرامة أمر "غير معتمد" وغير صحيح، وبذلك ينظر إلى كل خارقة صدرت على يد أحد، فإن كان لها أصل في كرامات الرسول - عليه الصلاة والسلام - ومعجزاته فهي صحيحة، وإن لم يكن لها أصل فغير صحيحة، وإن ظهر ببادئ الرأي أنها كرامة.

"كذاك" حكم "ما يصدر" عن شخص ما "مع" وجود "مخالفة" شرعية في ذلك، أو في الطريق الموصل إليه فإنه - في حقيقة الأمر - "ليس كرامة ولا مكاشفة" وإنما هو من تلبيس إبليس (١).


(١) انظر الأصل الموافقات ٢/ ٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>