للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١١٧١ - وَالأَجْرُ دُونَ مِنَّةٍ وَالْعِصْمَهْ … مِنَ الضَّلالِ وَتَمَامُ النِّعْمَهْ

" فَصْلٌ"

١١٧٢ - ثُمَّ الْمُكَاشَفَاتُ وَالْكَرَامَهْ … مَنْشَأُهَا الدِّينُ وَالاسْتِقَامَهْ

١١٧٣ - فَكُلُّ مَا مِنْهَا بَدَا فِي أُمَّتِهْ … مُقْتَبَسٌ مِنِ اتِّبَاعِ سُنَّتِهْ

١١٧٤ - إِذِ النَّبِيُّ الْمَنْبَعُ الْكُلِّيُّ … وَالأوْليَاءُ مَنْبَعٌ جُزْئِيُّ

" و" التاسع والعشرون: "الأجر دون منّة" كما في قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣)} [القلم: ٣]، وقال في الأمة {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٦)} [التين: ٦].

"و" الثلاثون: "العصمة" أي الحفظ "من الضلال" بعد الهدى وغير ذلك من وجوه الحفظ العامة فالنبي صلى الله عليه وسلم قد عصمه الله تعالى من ذلك كله وجاء في الأمة "لا تجتمع أمتي على ضلالة" وجاء في الحديث: "احفظ الله يحفظك" وفي القرآن: {وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٣٩) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٤٠)} [الحجر: ٣٩ - ٤٠] تفسيره في قوله: "لا تجتمع أمتي على ضلالة" وفي قوله "وأنا والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها". وأما الحادي والثلاثون: فهو "تمام النعمة" وإكمالها. قال تعالى: {وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح: ٢] وقال سبحانه في الأمة: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} [المائدة: ٦].

فصل: في بيان أن هذا الأصل وهو اشتراك الأمة والرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذه المزايا وما شابهها تنبني عليه فوائد.

أحدها: أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - هو الواسطة في ذلك كله ثم إن "المكاشفات والكرامة" وغيرها من الفضائل التي يمنحها صالحو هذه الأمة "منشؤها" ومنبعها إنما هو العمل بمقتضى ما جاء في هذا "الدين" من أوامر ونواه "والاستقامة" على سبيله وصراطه. "فكل ما" ظهر"منها وبدا في أمته" من ذلك فإنه "مقتبس" ومأخوذ "من اتباع سنته" - صلى الله عليه وسلم - ويتفاوت ذلك بتفاوت درجة الاتباع وقدره، فبقدر الاتباع يكون الانتفاع وهذا واضح، "إذ النبي" - عليه الصلاة والسلام - هو "المنبع" - بالباء الموحدة بينهما نون ساكنة - محل النبع، وموضعه "الكلي" الشامل الذي يستقي منه الجميع، وهو السراج المنير الذي يستضيء به كل الخلق والعلم الأعلى الذي يهتدى به في سلوك الطريق. "و" أما "الأولياء" فإن حالهم يصدق عليه أنه "منبع جزئي" عن ذاك

<<  <  ج: ص:  >  >>