للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٧٩ - وَذَا مِنَ الإِعْجَازِ وَجْهٌ مُعْتَلِ … وَالنَّصُّ فِي الأَمْرَيْنِ ثَابِتٌ جَلِى

" المسألة الثانية"

٢١٨٠ - مَعْرِفَة الأسْبَابِ لِلتَّنْزِيلِ … مُفِيدَةٌ أَكِيدَةُ التَّحْصِيلِ

٢١٨١ - فَالْعِلْمُ بِالْبَيَانِ وَالْمَعَانِي … وَهْوَ يُرِى الإِعْجَازَ فِي الْقُرْءَانِ

" وذا" الأمر نفسه "من الإعجاز وجه" وضرب "معتل" رفيع، إذ من العجب إيراد كلام من جنس كلام البشر في اللسان والمعاني والأساليب، وهو مفهوم، معقول، ثم لا يقدر البشر على الإتيان بسورة مثله، ولو اجتمعوا وكان بعضهم لبعض ظهيرا "والنص" القرآني الوارد "في" هذين "الأمرين" المذكورين وهما: كونه - أي القرآن - معجزا، وكونه ميسرا للفهم، والذكر نص "ثابت" على قطع "جلي" واضح معناه. فقد قال الله - تعالى - {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧)} (١) قال - سبحانه - {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (٩٧)} (٢). وقال - جلت قدرته -: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (٣) - وقال - تعالى - {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥)} (٤)، وعلى أي وجه فرض إعجازه فذلك غير مانع من الوصول إلى فهمه وتعقل معانيه {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩)} (٥) فهذا يستلزم إمكان الوصول إلى التدبر والتفهم، وكذلك ما كان مثله وهو ظاهر (٦).

"المسألة الثانية"

في أن معرفة أسباب التنزيل لازمة ومؤكد الاطلاع عليها لمن أراد علم القرآن وبيان ذلك أن "معرفة الأسباب" الموجبة بإذن الله - تعالى - "للتنزيل" لآيات القرآن الكريم هي معرفة "مفيدة" في فهم هذه الآيات والمعنى المراد بها على التحقيق، وهي "أكيدة التحصيل" لها والدليل على ذلك أمران:

"فـ" أحدهما هو أن "العلم بالبيان" وهو - بإيجاز - مطابقة الكلام للمعنى المراد به، "والمعاني" وهو معرفة مطابقة القول للحال "وهو "الذي "يري" - بضم الياء - من أراه الشيء إذا أعلمه إياه - وجوه ودلائل - "الإعجاز" الذي "في" كل آية من آي "القرآن" إنما


(١) سورة القمر: ١٧.
(٢) سورة مريم: ٩٧.
(٣) سورة فصلت: ٢.
(٤) سورة الشعراء: ١٩٥.
(٥) سورة ص: ٢٩.
(٦) الموافقات ٣ ص ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>