"ومقتضى السوال والجواب" هو الذي "به انتهت مسائل" هذا "الكتاب".
"وإذ قضى" وأدرك المصنف - الشاطبي - رحمه الله - "البغية" - بضم الباء وكسرها - أي الطلبة "مما أصله" في هذا الكتاب، "منتقيا" أي مختارا ومصطفى "لللب" والخالص "مما حصله" من العلوم والمعارف، "وأكمل القصد" يعني الأمر المقصود له "الذي قد أم" أي قصد "له" في وضع هذا الكتاب "رجاء" إدراك وتحصيل "ما من الثواب" والجزاء الحسن "أمله" ورغب فيه فضلا من الله ونعمة "قال" - رحمه الله تعالى - "هنا: وبقيت مسائل أضربت عنها" أي أعرضت عن ذكرها، "حين قل" وندر "السائل" الباحث عنها ولم يسع إيرادها "خشية أن يكون في إيرادها" وذكرها "ما يرفع التأنيس" وراحة النفوس واطمئنانها "عن ورادها" المستقين من معينها.
"أو" بمعنى الواو يعني وخشية أن "تخرج النفوس عن" عادتها في الفهم و"مألوفها" في الإدراك لأمور القلوب والنفوس والمدارك المعرفية "فتسرع" بحكم ذلك إلى "النكر" - بضم النون - تسدد سهام القدح "إلى معروفها" وما هو الحق والصواب فيها.
"ومع ذا" كله "فالوقت" - اللام للحضور - يعني فهذا الوقت الذي نحن فيه "قل المنصف" المقسط في حكمه، وقوله:"فيه وعز" أي قل فيه كذلك من هو "مسعد" أي معين "ومسعف" يسعف ويعين على الحق.