والصحيح أنّ ذلك كلّه ضروب من الأوهام، والتخيّلات، "فكلّ ما ينسب للحروف" ويسند لها "من المناسبات" والروابط بينها وبين أمور غيبية وأمور معرفية من صنف ما تقدّم ذكره "و" من "التّصريف" لأمور الكون والوجود، ومن التأثير فيها، بوجه ما "جميعه" كلام باطل و"دعوى بلا دليل" وبذلك فهي ساقطة الاعتبار "خارجة" في هذا الذي تنسبه من المعنى و"القصد" لهذه الحروف "عن السّبيل" المستقيم، والطريق الأنهج. وإن ادّعى أنّ ذلك مأخذه الكشف، فإنّ ذلك مردود لأنّ الكشف ليس دليلا علميا ولا شرعيا. في أنّه كما لا دليل على صحّة ما ذكر من التفاسير.
"فصل"
"و" الآراء المذكورة فكذلك حكم وحال "غيرها من التفاسير" التي قد تعدّ من الباطن، و"التي تروى" عن مثل سهل بن عبد الله التستري "و" النّاس في شأنها مختلفون ما بين "من" هو "ناف" ومنكر "لها" لا مبالاة بها عنده "و" من هو "مثبت" لها قائل بصحّتها، "لا بدّ" في قبولها والإعتداد بها "من أصل" يعتمد عليه "هنا" وصنف هذه "يوالي" أي ينصر ما ادّعى من التفاسير و"يرفع عنها واقع الإشكال" الذي يعتريها.
وممّا يجري عليه في هذا السبيل ويمثل به في هذا الشأن ما نقل عن سهل بن عبد الله التستري من تفاسير تحتمل أن تكون من الباطن، كما تحتمل أن تكون من الباطل وهو الظاهر، فقد نقل عنه أنّه قال في قوله - تعالى -: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا}[البَقَرَة: ٢٢] أي أضدادا: قال وأكبر الأنداد النفس الأمارة بالسوء، الطواعة إلى حظوظها