متعجبة منه، وهو إذا شاهدها وقد وقفت علم أن قولها قاف إجابة له لا رد لقوله وتعجب منه في قوله قفي لنا (١).
وما أشبه ذلك ممّا استغني فيه بحرف واحد دلّ على المراد به ما قارنه من حال أو مقال.
"وقيل فيها" كذلك "إنّها" أي هذه الفواتح "أسرار" ربانية "لله علمها" وحده سبحانه، لا يعلمها إلا هو "وذا" القول هو "المختار" والأظهر، وذلك لجعلها بمقتضى هذا القول و"لعدّها في المتشابهات" التي لا يعلم تأويلها إلا الله - تعالى - "إذ لا دليل بالبيان" لها "آت" من الشارع.
وإذا تقرر هذا فإن كلّ ما سيق من الأقوال في شرح هذه الفواتح مشكل والخوض فيه ضرب من الرّجم بالغيب والادّعاء العاري من أيّ دليل أو حجّة صحيحة "ومع" ثبوت هذا "الاشكال" وجريان مقتضاه في هذا الشأن "فقد تعدّا قوم" من المنتسبين إلى العلم كمحيي الدّين بن عربي، في بيان المقصود "بها" والمراد منها "فيما رأوه" في ذلك واعتقدوه فيه "الحدّا" - الألف للإطلاق - وتخطوه، إذ اتخّذوا هذه الفواتح سلّما إلى الاطّلاع والكشف على حقائق الأمور الغيبية، وجعلوها حججا في دعاو ادّعوها على القرآن، وربّما نسبوا شيئا من ذلك إلى عليّ بن أبي طالب، وزعموا أنّها أصل العلوم، ومنبع المكاشفات على أحوال الدّنيا والآخرة، وينسبون ذلك إلى أنّه مرادّ الله - تعالى - في خطابه العرب: الأمّة الأمّية التي لا تعرف شيئا من ذلك، وهو إذا سلم أنّه مراد في تلك الفواتح في الجملة، فما الدليل على أنه مراد على كلّ حال من تركيبها على وجوه، وضرب بعضها ببعض، ونسبتها إلى الطبائع الأربع، وإلى أنها الفاعلة في الوجود، وأنها مجمل كلّ مفصلّ، وعنصر كلّ موجود، وغير ذلك ممّا يجري في هذا المجرى؟