للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٠٥ - وَثَالِثٌ مَنْزِلُ الإِسْتِقْرَارِ … فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَوْ فِي النَّارِ

٢٣٠٦ - وَإِنَّ هَذَا الْجِنْسَ فِي التَّرْغِيبِ … تَكْمِيلُهُ وَمُقْتَضَى التَّرْهِيبِ

٢٣٠٧ - وَمِنْهُ الإِخْبَارُ عَنِ النَّاجِينَا … وَمُنْتَهَاهُمْ وَالْمُكَذِّبِينَا

٢٣٠٨ - فَذَاكَ مَا مِنَ الْقُرْآنِ قَدْ ظَهَرْ … فَانْحَصَرَتْ عُلُومُهُ فِي اثْنَيْ عَشَرْ

٢٣٠٩ - لَاكِنَّهَا قَدْ رَدَّهَا الْغَزَالِي … لِسِتَّةٍ تَأْتِي عَلَى الإِجْمَالِ

٢٣١٠ - ثَلَاثَةٌ سَوَابِقٌ مُهِمَّهْ … وَمِثْلُهَا تَوَابِعٌ مُتِمَّهْ

٢٣١١ - مَعْرِفَةُ الْمَعْبُودِ وَالتَّوَجُّهِ … إِلَيْهِ وَالْمَئَالُ حَيْثُ يَنْتَهِى

" و" بعد هذا يأتي "ثالث" هذه المواقع - المواطن - وهو "منزل الاستقرار" والبقاء، وهو إما "في جنة الفردوس" وغيرها من الجنان، "أو في النار" أعاذنا الله - تعالى - منها بمنه ورحمته. هذا "وإن هذا الجنس" الذي كلامنا تمامه "في الترغيب" في الخير و "تكميله و" كذا "مقتضى" وموجب "الترهيب" والتخويف من النشر، "ومنه" أي هذا الذي به التكميل "الإخبار عن" أحوال "الناجينا" - الألف للإطلاق - من عذاب الله - تعالى - "و" كذا أخبار "منتهاهم" ومصيرهم المحمود، "و" كذا أخبار "المكذبينا" - الألف للإطلاق - الضالين، وأخبار مصيرهم السيء. وإذا تقرر هذا "فذاك" الذي تقدم ذكره من العلوم هو "ما" أي الذي "من القرآن" الكريم "قد ظهر" وبان "فانحصرت علومه" أي القرآن "في اثني عشر" علما، "لاكنها قد ردها" أبو حامد "الغزالي" في أول كتابه "إحياء علوم الدين" "لستة" أقسام "تأتي" مسرودة "على" سبيل "الإجمال" من غير تفصيل لها، وهي ليست كلها بمنزلة واحدة إذ "ثلاثة" منها "سوابق" للثلاثة الأخرى كما أنها "مهمة" لأنها أصول وأركان لما سواها "و" أما الثلاثة الأخرى التي هي "مثلها" من حيث كونها علوما فإنها "توابع متمة" لما سواها مما ذكر.

أما الثلاثة الأولى فأولها شرح و"معرفة المعبود" سبحانه وتعالى، وهذا العلم يشتمل على معرفة الذات والصفات والأفعال "و" ثانيها تعريف طريق "التوجه" والقصد "إليه" - سبحانه وتعالى - على الصراط المستقيم، وذلك بالتحلية والاتصاف بالأخلاق الحميدة، والتخلية عن الأخلاق الذميمة. "و" ثالثها: تعريف الحال الذي يكون عليه "المئال" في الدار الآخرة "حيث ينتهي" الأمر بالمكلف، وحيث يستقر، وهذا العلم

<<  <  ج: ص:  >  >>