للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨١ - وَكَمْ يُجَلِّي مِنْ أُمُورٍ غَامِضَةْ … وَشُبَهٍ قَدْ وَرَدَتْ مُعَارِضَةْ

٢٨٢ - فَتَنْجَلِي إِمَّا بِأَمْرٍ عَادِي … أَوْ هِبَةٍ لَيْسَتْ مِنَ الْمُعْتَادِ

٢٨٣ - تَحْصُلُ لِلتِّلْمِيذِ فِي تَفَهُّمِهْ … إِذَا اسْتَوَى بَيْنَ يَدَيْ مُعَلِّمِهْ

٢٨٤ - وَذَا الطَّرِيقُ نَافِعٌ مُطَّلَبُ … وَكَانَ بَعْضُ مَنْ مَضَى لَا يَكْتُبُ

٢٨٥ - ثُمَّ الطَّرِيقُ الثَّانِي بِالْمُرَاجَعَةْ … لِكُتْبِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْمُطَالَعَةْ

٢٨٦ - وَهْوَ عَلَى الْجُمْلَةِ أَيْضًا نَافِعُ … وَللطَّرِيقِ الأوَّلي تَابِعُ

للمتعلم ببال "و" كذلك "كم يجلي" يكشف ويظهر "من أمور" علمية ونظرية خافية عن الإدراك "غامضة" فيذهب غموضها، وتتضح، وتفهم "و" كم يجلي ويكشف من "شبه" - بضم الشين وفتح الباء - جمع شبهة وهي - لغة الالتباس - والمراد بها ما يعرض في الأذهان من أمر يخيل للناظر خلاف الحقيقة فيتبعه لضعف علمه "قد وردت "على الأذهان "معارضة" للحق والصواب "فتنجلي" فتنكشف وتظهر حقيقتها، وذلك "إما" أن يكون "بأمر عادي" كما تقدم بيانه "أو" يكون "هبة" ربانية "ليست من "الطريق "المعتاد" المذكور، وهي "تحصل للتلميذ" في روعه "في تفهمه" أي في أثناء تدرجه في الفهم، فيعلمها ويعيها، "إذا استوى" أي جلس "بين يدي معلمه" وشيخه "وذا الطريق" أي طريق المشافهة "نافع" مبارك "مطلب" أي مطلوب مرغوب فيه، وعليه العمدة في طلب العلم، "و" قد "كان بعض من مضى" من أهل العلم "لا يكتب" إنما كان يحفظ، ويكره الكتابة.

ومن أهل هذا الشأن مالك، فقد كره كتب العلم، فقيل له: فما نصنع؟ فقال: تحفظون وتفهمون حتى تستنير قلوبكم ثم لا تحتاجون إلى الكتابة. وحكى عن عمر كراهية الكتابة وإنما ترخص الناس في ذلك عندما حدث النسيان وخيف على الشريعة الاندراس. ولما أنهى الناظم الكلام على هذا الطريق - طريق المشافهة - ذكر الطريق الثاني فقال: "ثم" يأتي بعد هذا الطريق "الطريق الثاني" وهو الذي يكون "بالمراجعة لكتب أهل العلم" و "بالمطالعة" لها.

"وهو على الجملة" والعموم "أيضا نافع" في بابه - أخذ العلم - "و" هو "للطريق الأولي" المتقدم ذكره، "تابع" لأنه لا سبيل إلى الانتفاع بهذه الطريقة، طريقة المطالعة

<<  <  ج: ص:  >  >>