للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢١٦ - وَكاد لَا يَخْرُجُ عَنْ ذَا الشَّانِ … إِلَّا الْقَضَايَا اللَّاتِي لِلأَعْيَانِ

٢٢١٧ - كَقَوْلِهِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَهْ … وَسُورَةُ الضُّحَى لِذَاكَ مُحْرِزَهْ

{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ} [البَقَرَة: ٢٤]- إلى قوله - {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ} [البَقَرَة: ٢٤] إلى قوله: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} [البَقَرَة: ٢٥] الآية! ثم قال {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا} (١) الآية.

ثم ذكر في قصة آدم مثل هذا، ولما ذكر بنو إسرائيل بنعم الله عليهم ثم اعتدائهم وكفرهم، قيل {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا} [البَقَرَة: ٦٢] إلى قوله {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البَقَرَة: ٣٩] ثم ذكر تفاصيل ذلك الاعتداء إلى أن ختم بقوله: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البَقَرَة: ١٠٢] وهذا تخويف؛ ثم قال: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ} [البَقَرَة: ١٠٣] الآية! وهو ترجية (٢).

ثم شرع في ذكر ما كان من شأن المخالفين في تحويل القبلة، ثم قال: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} [البَقَرَة: ١١٢] الآية! ثم ذكر من شأنهم {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٢١)} [البَقَرَة: ١٢١] ثم ذكر قصة إبراهيم عليه السلام وبنيه، وذكر في أثنائها التخويف والترجية، وختمها بمثل ذلك. ولا يطول عليك زمان إنجاز الوعد في هذا الاقتران، فقد يكون بينهما أشياء متعرضة في أثناء المقصود، والرجوع بعد إلى ما تقرر.

وهو القانون الكلي العام الجاري مقتضاه في هذا الموضوع "وكاد لا يخرج عن ذا الشأن" الذي يقتضيه هذا القانون في هذا الموضوع "إلا القضايا" والأحكام الخاصة "الاتي" أسندت "للأعيان" يعني أناسا معينين، ففيها قد يتخلف هذا الجمع، ويسقط اطراده، وذاك "كـ" ما في "قوله" - تعالى - {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} [الهُمَزة: ١] فإنه قد نزل في شأن شخص معين، هو أبي بن خلف، أو أمية بن خلف، أو الوليد بن المغيرة، أو العاص بن وائل، وقد يكون نزل فيهم جميعا، إكتفاء بذكر وصف يجمعهم عن ذكرهم بصيغة الجمع، وذلك لأنهم اشتهروا بعيبه - صلى الله عليه وسلم - وهمزه، وفي ذلك إخبار بجزاء ذلك الكافر عن عمله القبيح هذا، فهو ليس مجري مجرى التخويف، وبذلك فهو ليس مما نحن فيه. وهذا الوجه - أيضا - جار في قوله - تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ


(١) سورة البقرة/ ٢٦.
(٢) الموافقات ٣/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>