" و" ذلك لأن "أصلها" أي هذه الشريعة هو "القرآن" فمنه تؤخذ قواعدها وفروعها "وهو عربي" قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}[يوسف: ٢]، وقال: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥)} [الشعراء: ١٩٥] وقال: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}[النحل: ١٠٣] ومعنى كونه عربيا أنه "جار على نهج" طريق "لسان العرب" ومعهود تخاطباتهم الموضوعة "في القصد للإفهام" وإيصال المعنى المراد للأذهان "والبيان" أي الكشف والإظهار للمعنى المراد على وجه بين واضح "و" كذالك "الأساليب" جمع أسلوب، وهو لغة الطريق، والمراد به هنا طريق التعبير وصورته، ولكل لسان ما فطر عليه أهله من أساليبه المخصوصة به في بناء الكلام "وفي المعاني" التي تراد بتلك الأساليب، فالعرب تخاطب - باللفظ العام - "ومقتضى العموم في تصرفه" أي صرفه إلى المعنى المراد به "وصحة" حمله على "الظاهر" - أي ظاهره - الذي هو الشمول والاستغراق "أو تخلفه" أو بمعنى الواو أي وتخلفه عن ظاهره المذكور، وبذلك يحمل على خلافه وهو التخصيص، "ويعرف ذا" أي هذا كله ويعلم إما "من وسط الكلام" إن وقع فيه ما يدل على ذلك من لفظ دال على الاستغراق والشمول، أو التخصيص "أو طرفيه" وهما أوله وآخره، إن وقع فيهما ما يقتضي ذلك من الأدوات المفيدة للتعميم أو التخصيص، "حالة الإفهام" للمعنى المراد.
"و" كذلك الأمر "في" الاعتماد على "المساق " أي سياق الكلام قرينة لبيان القصد من الكلام، فالعرب تنطق بالكلام "منبئا عن آخره أوله" أي مبينا أوله المعنى المراد بآخره، وإن كان ظاهره العموم - مثلا - لأن ما سيق الكلام هو المعتبر، وليس ما دل عليه ظاهر اللفظ فيه، "و" كذلك "عكسه" وهو أنها تنطق بالكلام ينبئ آخره عن أوله، ويبينه و"كـ" ما يجري ما تقدم ذكره في اللفظ العام فإنه يجري في "ظاهره" أي الكلام فإن الظاهر - ما وضع له اللفظ لغة - قد يراد به عند العرب غير الظاهر، كما في المجاز