للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٦٩ - وَالْحُبُّ وَالْبُغْضُ بِهِ تَعَلَّقَا … مِنْ حَيْثُ مَا الْجَزَاءُ فِيهِ حَقَّقَا

٩٧٠ - وَغَيْرُهُ الْفِطْرِيُّ فِيهِ النَّظَرُ … مِنْ مَلْحَظَيْنِ عِنْدَمَا يُعْتَبَرُ

٩٧١ - مِنْ كَوْنُهِ مِمَّا يُحِبُّ الشَّارعْ … أَوْ لَا وَهَلْ فِيهِ الْجَزَاءُ وَاقِعْ

٩٧٢ - فَالْأوَّلُ النَّصُّ الْجَلِيُّ يَقْتَضِي … تَعَلُّقُ الْحُبِّ بِهِ وَالْبُغْضِ

وكذلك "الحب والبغض" الشرعيين فإنهما "به" أي بهذا الضرب قد "تعلقا" - أيضا - في الجملة وذلك "من حيث" أي من جهة "ما" أي الذي "الجزاء فيه حققا" أي ثبتا، يعني أن الحب والبغض متعلقان بهذا الضرب من جهة كون الجزاء ثابتا فيه. أو أن الحب والبغض متعلقان بهذا الضرب ويعلم المتعلق منها بالجزئي منه بمقتضى نوع الجزاء المتعلق به، نعيما كان أو عذابا.

فما جزاؤه النعيم فهو محبوب شرعا، وما جزاؤه العذاب فهو مبغض شرعا هذا هو شأن الضرب الأول.

"و" أما "غيره " - وهو الضرب الثاني - فهو الوصف "الفطري" وهو الذي يكون المرء مفطورا عليه - مخلوقا عليه - مركبا في أصل خلقته، وهذا الضرب يكون "فيه النظر" الفقهي "من ملحظين" أي جهتين موصوفتين بأنهما محل اللحظ - أي الاعتبار - "عندما يعتبر" حاله وأحدهما - أي الملحظين - "من" جهة "كونه مما يحب الشارع أولا و" ثانيهما من جهة كونه "هل فيه الجزاء" الثواب والعقاب "واقع" أو لا؟

"فـ" أما ما يتعلق بالملحظ "الأول النص" الشرعي "الجلي" أي الظاهر "يقتضي" ثبوت "تعلق الحب به والبغض" ألا ترى إلى قوله - صلى الله عليه وسلم - لأشج عبد القيس:

"أن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة" - كقوله - عليه الصلاة والسلام - "وجبت محبتي في المتحابين في، وللمتجالسين في وللمتزاورين في" - وعنه صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها" وغير ذلك من النصوص الشرعية الدالة على هذا التعلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>