وقاض، وذلك "بالإذن" في كسبها كما في الآيات والأحاديث الواردة بذلك - وقد تقدم ذكر طرف منها في مجاري الكلام على المباح - "والأمر معا" بذلك أيضا كما في النصوص الشرعية الواردة في الأمر بالنكاح والسعي في الأرض لطلب الرزق "و" كذلك "النهي" فإنه ورد في هذا الشأن لحفظ هذه الحظوظ وتصفيتها مما يكدرها، ولتحصيل ما قصد منها من مصلحة، ودرء ما قد يذهب بها أو ينقصها من مفسدة وذلك كالنهي عن الأمور المفسدة للعقود والمعاملات. وإذا علم أن هذه الحظوظ إنما شرعت من جهة هذا الخطاب الشرعي واعتبر ذلك "فالحظ" يكون "أخذه بحكم" العمل و"السعي" وهو التابع للقصد الذي هو القصد إلى امتثال هذا الذي أمر به الشارع في هذا الشأن، أو نهى عنه، وإن كان أخذ الحظ أمرا معتبرا شرعا في هذا الموضع، كما تقدم إيراد الأدلة الدالة على ذلك.
"و" يزاد على هذا أن "كونه" أي ما ذكر من العادات "لنية" التقرب بها وامتثال الأمر الوارد فيها "لا يفتقر" لا تحتاج لتكون صحيحة "يدل" على "أن القصد" من الشارع "للحظ" يعني لكسبه أمر "اعتبر" عنده "و" كذلك "ما أتى" من ذلك وهو إباحة تحصيل الحظ في النصوص الشرعية "بقصد الامتنان" على الخلق بذلك وتذكيرهم بفضله - تعالى - عليهم في ذلك، هو دليل "مصحح" حاكم بصحة "ذلك" وهو كون طلب الحظ من هذه الجهة أمرا سائغا "للإنسان" على الوجه التي وردت به الأدلة الشرعية في ذلك.
ومن النصوص الشرعية الواردة في أمر الامتنان هذا قوله - تعالى -: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا}[الرُّوم: ٢١] وقال: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا}[يُونس: ٦٧] وقال: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ}[البَقَرَة: ٢٢] وقال: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}[القَصَص: ٧٣] وقال: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (١١)} [النّبَأ: ١٠ - ١١] إلى آخر الآيات إلى غير