للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (١٨)[السَّجدَة: ١٨]، ولما (١) روى ابن ماجَه عن جابِرٍ مرفوعًا: «لا تَؤُمَّنَّ (٢) امرأةٌ رجلاً، ولا أعرابيٌّ مهاجِرًا، ولا فاجرٌ مؤمنًا، إلاَّ أن يقهرَهُ بسلطانٍ يخافُ سوطَهُ وسيفَهُ (٣)» (٤)، وعن ابن عمر: أنَّ النَّبيَّ قال: «اجعلوا أئمَّتَكم خياركم؛ فإنَّهم وفدُكم بَيْنَكم وبين ربِّكم»، قال البَيهَقيُّ: (إسنادُه ضعيفٌ) (٥)، ولأنَّه لا يُقبل إخباره لمعنًى في دينه أشبه الكافرَ، ولا يُؤمَن (٦) على شرائط الصَّلاة.

ولا فرق بين أن يكون فِسقُه من جهة الاعتقاد أو من جهة الأفعال، فمتى (٧) كان يُعلن ببدعته، ويتكلَّم بها، ويناظر عليها؛ لم يصحَّ.

قال أحمدُ: لا يُصلَّى خلْفَ أحَدٍ من أهل الأهواء إذا كان داعيةً (٨)، أي:


(١) في (ز): لما.
(٢) في (أ) و (د) و (و) و (ز): يؤمن.
(٣) في (د) و (و): سيفه وسوطه.
(٤) أخرجه ابن ماجه (١٠٨١)، والبيهقي في شعب الإيمان (٢٧٥٤)، وهو حديث ضعيف جدًّا في سنده الوليد بن بكير أبو خباب، قال أبو حاتم: (شيخ)، وقال الدارقطني: (متروك)، وفيه: عبد الله بن محمد العدوي، قال البخاري وأبو حاتم والدارقطني: (منكر الحديث)، ورماه وكيعٌ بالوضع، قال ابن عبد البر: (هذا الحديث واهي الإسناد). ينظر: فتح الباري لابن رجب ٦/ ١٩٥ - ١٩٦، تهذيب التهذيب ١١/ ١٣٢، الإرواء ٣/ ٥٠.
(٥) أخرجه الدارقطني (١٨٨١)، والبيهقي (٥١٣٣)، وفي سنده عمر بن عبد الرحمن المدائني، قال ابن عدي: (منكر الحديث)، وفيه سلام بن سليمان الثقفي وهو ضعيف كما في التقريب، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٧٧٧)، والدارقطني (١٨٨٢)، والحاكم (٤٩٨١)، من حديث مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وفيه سنده ضعيفان وهما عبدالله بن موسى التيمي ويحيى بن يعلى الأسلمي، قال الدارقطني: (إسناد غير ثابت). ينظر: السلسلة الضعيفة (١٨٢٢)، (١٨٢٣).
(٦) في (ز): يؤتمن.
(٧) في (د) و (و): فمن.
(٨) ينظر: مسائل ابن هانئ ١/ ٦٢، المغني ٢/ ١٣٧.