للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نجِس. وقيل: طاهر. وقيل: طَهور.

وإن أضيفت قُلَّة نجسة إلى مثلها، ولا تغيُّر؛ لم تطهر في المنصوص (١)؛ كنجاسة أخرى.

وفي غسل جوانبِ بئر نُزحت وأرضِها؛ روايتان.

(وَالْكَثِيرُ مَا بَلَغَ قُلَّتَيْنِ)؛ هما تثنية قُلَّة، وهي اسم لكلِّ ما ارتفع وعلا، ومنه قُلَّة الجبل.

والمراد هنا: الجَرَّةُ الكبيرةُ، سُمِّيت قُلَّةً؛ لعُلوِّها وارتفاعِها، وقيل: لأنَّ الرَّجل العظيم يُقِلُّها بيده؛ أي: يرفعها، والتَّحديد وقع بقِلال هَجَر (٢)، وفي حديث الإسراء أنَّ النَّبيَّ قال: «ثمَّ رُفعت لي سدرة المنتهى، فإذا ورقها مثل آذان الفِيَلة، وإذا نَبِقُها مثل قِلال هَجَرَ» رواه البخاري (٣)، ولأنَّها مشهورةُ الصِّفةِ معلومةُ المقدارِ لا تَختلِف؛ كالصِّيعانِ، ولأنَّ خبر القُلَّتين دلَّ بمنطوقه على دفعهما النَّجاسة عن أنفسهما، وبمفهومه (٤) على نجاسة ما لم يَبلغْهما، فلذلك جعلناهما حدًّا للكثير.

(وَالْيَسِيرُ مَا دُونَهُمَا)؛ أي: دون القلَّتين (٥)، (وَهُمَا خَمْسُمِائَةِ رَطْلٍ بِالْعِرَاقِيِّ)، قدَّمه في «المحرر» و «الفروع»، وذكره في «الشرح»: ظاهر المذهب،


(١) ينظر: الفروع ١/ ٨٩.
(٢) كتب على هامش الأصل: المراد قلال هجر بفتح الهاء والجيم: قرية بالقرب من المدينة، لا هي البحرين.
(٣) أخرجه البخاري (٣٢٠٧)، من حديث مالك بن صعصعة .
(٤) في (أ) و (و): ومفهومه.
(٥) كتب على هامش الأصل: مجموع القلتين بالدراهم: أربعة وستون ألفًا ومائتان وخمسة وثمانون درهمًا وخمسة أسباع درهم، فإذا أردت معرفة القلتين بأي رطل أردت؛ فاعرف عدد دراهمهم، ثم اطرحه من دراهم القلتين مرة بعد أخرى حتى لا يبقى منها شيء، واحفظ الأرطال المطروحة، فما كان فهو مقدار القلتين بالرطل الذي حسبته، وإن بقي أقل من رطل فانسبه منه ثم اجمع إلى المحفوظ.