للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن زيد كذلك، رواهما الأثرم (١).

(وَيَقُولُ) بين كلِّ تكبيرتين، وعقب الآخرة منها في ظاهر كلامه، وصحَّحه في «شرح الهداية»، و «المذهب»: أنَّه لا يأتي بالذِّكر بعد التَّكبيرة الأخيرة في الرَّكعتين: (اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا)؛ لما روى عقبةُ بنُ عامِرٍ قال: سألت ابنَ مسعودٍ عمَّا يقوله بعد تكبيرات العيد، قال: «يَحمْد الله، ويُثنِي عليه، ويصلِّي على النَّبيِّ » رواه الأثرم وحربٌ، واحتجَّ به أحمد (٢)، ولأنَّها تكبيراتٌ حالَ القيام، فاستُحِبَّ أن يتخلَّلها ذكرٌ؛ كتكبيرات الجنازة.

(وَإِنْ أَحَبَّ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ)؛ لأنَّ الغرَض الذِّكر بعد التَّكبير، لا ذكرٌ مخصوصٌ؛ لعدم وروده، فلهذا نقل حرب: أنَّ الذِّكر غير مؤقَّت (٣)، يؤيِّده أنَّه روي عنه (٤): يَحمَد (٥) ويُكبِّر ويُصلِّي على النَّبيِّ .


(١) أثر عمر : أخرجه البيهقي في الكبرى (٦١٨٩، ٦١٩٠)، من طريقين: «أن عمر بن الخطاب كان يرفع يديه مع كل تكبيرة في الجنازة والعيدين»، ومداره على ابن لهيعة، وهو ضعيف، وضعفه النووي والألباني.
وأثر زيد لم نقف على إسناده، قال الألباني: (الرواية عن زيد بذلك لم أقف على إسنادها). ينظر: خلاصة الأحكام ٢/ ٨٣٤، إرواء الغليل ٣/ ١١٢.
(٢) ينظر: مسائل عبد الله ص ١٢٨.
وأثر ابن مسعود لم نقف عليه من طريق عقبة، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٧٢٨٦)، والقاضي إسماعيل في فضل الصلاة على النبي (٨٨)، والمحاملي في صلاة العيدين (٩)، والبيهقي في الكبرى (٦١٨٦)، من طريق علقمة عنه. وحسن إسناده النووي، وقواه ابن حجر، وصححه الألباني. ينظر: خلاصة الأحكام ٢/ ٨٣٣، التلخيص الحبير ٢/ ٢٠٣، إرواء الغليل ٣/ ١١٤.
(٣) ينظر: الفروع ٣/ ٢٠٢.
(٤) ينظر: زاد المسافر ٢/ ٢٧٠.
(٥) في (و): محمَّد.