للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الدُّعاء بكماله رواه ابن عمر عن النَّبيِّ ، غير أنَّ قوله: «اللَّهمَّ سُقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا بلاء، ولا هدم، ولا غرق» رواه الشَّافعيُّ في «مسنده» عن المطَّلب بن حنطب؛ وهو مرسَل (١) (٢).

وعن عمرو بن شُعَيبٍ عن أبيه عن جَدِّه قال: كان النَّبيُّ إذا استسقى قال: «اللَّهمَّ اسقِ عبادَكَ وبهائمك، وانشر رحمتك، وأَحْيِ بلدَكَ الميِّتَ» رواه أبو داود (٣).

(وَ) يُسنُّ للإمام أنْ (يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ فِي أَثْنَاءِ الخُطْبَةِ)؛ «لأنَّه حوَّل إلى النَّاس ظَهرَه، واستقبل القِبلةَ يدعو، ثمَّ حوَّل رداءَه» متَّفَقٌ عليه (٤). وقيل: يَستقبِل بعد الخطبة، وأطلقهما في «الفروع».

قال النَّوَويُّ: (فيه استحبابُ استقبالها للدُّعاء، ويُلحَق به الوضوءُ والغُسل والتَّيمُّم والقراءة وسائر الطَّاعات إلاَّ ما خرج بدليل كالخطبة) (٥).

(وَيُحَوِّلُ رِدَاءَهُ) بعد استقبالها؛ لما في حديث عبد الله: «أنَّه حوَّل رداءه


(١) في (ز): لمرسل.
(٢) أخرجه الشافعي كما في المسند (ص ٨٠)، وفي الأم ١/ ٢٧٨، ومن طريقه البيهقي في المعرفة (٧٢٠٩)، وفيه إبراهيم بن أبي يحيى وهو متروك، ومع هذا فالرواية مرسلة، لأن المطلب بن عبد الله بن حنطب، تابعي، وهو صدوق كثير التدليس والإرسال، قال ابن سعد: (وليس يحتج بحديثه؛ لأنه يرسل عن النبي كثيرًا). ينظر: تهذيب التهذيب ١٠/ ١٧٩.
(٣) أخرجه أبو داود (١١٧٦)، والبيهقي في الكبرى (٦٤٤١)، موصولاً، وهو من رواية علي بن قادم عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وعلي بن قادم صدوق، لكن روايته عن سفيان منكرة، قال ابن عدي: (ونُقِم على علي بن قادم أحاديث رواها عن الثوري غير محفوظة)، وهذه منها، وأخرجه مرسلاً: عبد الرزاق (٤٩١٢)، وأبو داود (١١٧٦)، وفي المراسيل له (٦٩)، قال أبو حاتم: (والمرسل أصح). ينظر: الكامل لابن عدي ٦/ ٣٤٥، البدر المنير ٥/ ١٦٥.
(٤) أخرجه البخاري (١٠٢٤)، ومسلم (٨٩٤).
(٥) ينظر: شرح مسلم ٦/ ١٨٩.