للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما يَستصحِبُه من الأثاث، (وَثِيَابَهُ؛ لِيُصِيبَهُمَا)؛ لقول أنسٍ: أصابنا ونحن مع رسول الله مطرٌ، فحَسَر ثوبَه حتَّى أصابه من المطر، فقلنا: لم صنعتَ هذا؟ قال: «لأنَّه حديثُ عهدٍ بربِّه» رواه مسلم (١)، ورُوي: «أنَّه كان يَنزِع ثيابَه في أوَّل المطر، إلاَّ الإزار يتَّزر به» (٢).

ولم يذكر المؤلِّف استحبابَ الوضوء والغسل منه، وذكره جماعةٌ، واقتصر في «الشَّرح» على الوضوء فقط؛ لأنَّه رُوي أنَّه كان يقول إذا سال الوادي: «اخرجوا بنا إلى هذا الذي جعلَهُ اللهُ طُهرًا فنتطَّهرَ (٣) به» (٤).

قال أبو المعالي: ويقرأ عند فراغه: ﴿قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا﴾ [يُونس: ٨٩]؛ تفاؤلاً بالإجابة.

فائدةٌ: إذا سمع الرَّعد ورأى البرق؛ سبَّح؛ لما في «الموطَّأ»: أنَّ عبد الله بن الزُّبير كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: «سبحان من يسبِّح الرَّعد بحمده والملائكة من خيفته» (٥)، ولا يُتْبِعُ بصرَه البرقَ؛ لأنَّه مَنهيٌّ عنه (٦).


(١) أخرجه مسلم (٨٩٨).
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا، نقله عنه ابن رجب في الفتح (٩/ ٢٣٤)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٧٧)، قال أبو نعيم: (غريب بهذا اللفظ، تفرد به الرقاشي عن أنس)، ويزيد بن أبان الرقاشي ضعيف، وضعفه الألباني. ينظر: فتح الباري لابن رجب ٩/ ٢٣٤، السلسلة الضعيفة (٤٢٧٢).
(٣) في (ب) و (د) و (ز): فيتطهر.
(٤) أخرجه البيهقي في الكبرى (٦٤٥٧)، من رواية الشافعي، قال: أنبأنا من لا أتهم، عن يزيد بن الهاد، أن النبي كان إذا سال السيل قال: وذكره. قال البيهقي: (هذا منقطع، وروي فيه عن عمر)، وضعفه النووي والألباني. ينظر: الخلاصة ٢/ ٨٨٤، الإرواء ٣/ ١٤٤.
(٥) أخرجه مالك في الموطأ رواية أبي مصعب الزهري (٢٠٩٤)، ومن طريقه ابن أبي شيبة (٢٩٢١٤)، وأحمد في الزهد (١١١٥)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٢٣)، وغيرهم، وصحح إسناده النووي كما في الخلاصة ٢/ ٨٨٨، وابن الملقن في تحفة المحتاج ١/ ٥٦٧.
(٦) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٦٥٣)، والطبراني في الأوسط (٧٧١٩)، من حديث ابن مسعود : «نهينا أن نتبع أبصارنا الكوكب إذا انقض، وأمرنا أن نقول عند ذلك: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله»، وفي سنده عبد الأعلى بن أبي المساور، وهو متروك، قال النووي: (إسناده ليس بثابت)، وضعفه ابن حجر. ينظر: المجموع ٥/ ٩٩، الفتح ٨/ ٧٢١.