للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«الميت يُبعَث في ثيابه التي يَموتُ فيها» رواه أبو داودَ (١)، وذكر ابنُ الجَوزيِّ عن بعض العلماء: أنَّ المرادَ بثيابِه: عملُه.

(فَإِذَا مَاتَ؛ أَغْمَضَ (٢) عَيْنَيْهِ)؛ لأنَّه أغْمَض أبا سلمةَ، وقال: «إنَّ الملائكةَ يؤمِّنون علَى ما تَقولون» رواه مسلمٌ (٣)، وعن شدَّادٍ مَرفوعًا: «إذا حضرتُم الميتَ فأغْمِضوا البَصَرَ، فإنَّ البصرَ يَتْبَع الرُّوحَ، وقُولوا خَيرًا، فإنَّه يُؤمَّن علَى ما قال» رواه أحمدُ (٤)، ولئلاَّ يَقْبُحَ مَنْظَرُه ويُسَاءَ به الظَّنُّ.

ويقول من يُغَمِّضه: باسم الله، وعلى وفاة رسول الله، نَصَّ عليه (٥).

فرعٌ: يُغمِّض الرَّجلُ ذاتَ مَحرَم، وتغمضه، وكَرِه أحمدُ أن تغمضه (٦)


(١) أخرجه أبو داود (٣١١٤)، وابن حبان (٧٣١٦)، والحاكم (١٢٦٠)، والبيهقي في الكبرى (٦٦٠٣)، ورجاله ثقات عدا يحيى بن أيوب الغافقي وهو مختلف فيه فوثقه جماعة، وضعفه آخرون بسبب روايته لمناكير، ولذا قال ابن حجر في التقريب: (صدوق ربما أخطأ)، وصححه النووي والألباني، ومال الإشبيلي والمعلمي إلى أن غيره أصح منه، قال الإشبيلي: (وما روي من قوله : «إن الناس يحشرون حفاة عراة» أصح من هذا وأشهر)، وقال المعلمي: (فأما ما رُوي عن أبي سعيد الخدري، وفيه: «أن الميت يبعث في ثيابه التي مات فيها»، فأحسبه تفرد به يحيى بن أيوب الغافقي، وهو ممن يَكثر خطؤه، ومنهم من تأوله، راجع فتح الباري). ينظر: الخلاصة ٢/ ٩١٩، الأحكام الكبرى ٢/ ٤٨٦، الفتح ١١/ ٣٨٣، تحقيق الفوائد المجموعة للمعلمي (ص ٢٧١)، السلسلة الصحيحة (١٦٧١).
(٢) في (أ): غمض.
(٣) أخرجه مسلم (٩١٩).
(٤) أخرجه أحمد (١٧١٣٦)، وابن ماجه (١٤٥٥)، والبزار (٣٤٧٨) والطبراني في الكبير (٧١٦٨)، والحاكم (١٣٠١)، وفي سنده قزعة بن سويد وهو ضعيف، وقد تفرد به، قال ابن عدي: (وهذا الحديث لا أعلمه رواه عن حميد غير قزعة)، وصححه الحاكم والألباني، ويشهد له حديث أم سلمة الذي في صحيح مسلم، وسبق تخريجه قريبًا، وفيه: «دخل رسول الله على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه، ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر» الحديث. ينظر: الكامل ٣/ ٧٢، السلسلة الصحيحة (١٠٩٢).
(٥) ينظر: زاد المسافر ٢/ ٢٨٠.
(٦) في (أ) و (د) و (و): يغمضه.