للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيها، وروي: «أنَّ الملائكة تكره ريح النُّحاس» (١).

والأوَّل أوْلى؛ لما روى عبد الله بن زيد قال: «أتانا رسول الله ، فأخرجنا له ماءً في تَور من صُفْر، فتوضَّأ» رواه البخاري (٢)، وقد ورد (٣): «أنَّه توضَّأ من جَفْنة» (٤)، و «من تَور حجارة» (٥)، و «من إداوة» (٦)، و «من قِربة»، (٧) فثبت الحكم فيها لفعله، وما في معناه قياسًا؛ لأنَّه مثله، ولأنَّ العلَّة المحرِّمة للنَّقدين مفقودة في الثَّمين؛ لكونه لا يعرفه إلَّا خواصُّ النَّاس، فلا


(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٣٨٨٢)، ومسند الشاميين (٩١٠)، عن عبد الله بن عمر قال: مر النبي بصنم من نحاس، فضرب ظهره بظهر كفه، ثم قال: «خاب وخسر من عبدك من دون الله»، ثم أتى النبي جبريل، ومعه ملك فتنحى الملك، فقال النبي : «ما شأنه تنحى؟» قال: «إنه وجد منك ريح نحاس وإنا لا نستطيع ريح النحاس». وقد تفرد به يزيد بن يوسف الرحبي، قال عنه الذهبي في الكشاف ٢/ ٣٩١: (واهٍ)
وأخرجه الروياني في مسنده (١/ ٧٤)، من حديث بريدة ، قال البوصيري: (هذا إسناد ضعيف؛ لضعف صالح بن حيان). ينظر: إتحاف الخيرة ٢/ ٥٦.
(٢) أخرجه البخاري (١٩٧).
(٣) في (و): روي.
(٤) أخرجه أبو داود (٦٨) والترمذي (٦٥)، من حديث ابن عباس ، قال: اغتسل بعض أزواج النبي في جفنة، فجاء النبي ليتوضأ منها … الحديث.
(٥) أخرجه البخاري (١٩٥)، من حديث أنس قال: «حضرت الصلاة، فقام من كان قريب الدار إلى أهله، وبقي قوم، فأُتي رسول الله بمخضب من حجارة فيه ماء، فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه، فتوضأ القوم كلهم» الحديث.
(٦) أخرجه البخاري (٢٠٣)، ومسلم (٢٧٤)، من حديث المغيرة بن شعبة قال: «بينا أنا مع رسول الله ذات ليلة إذ نزل فقضى حاجته، ثم جاء فصببت عليه من إداوة كانت معي، فتوضأ ومسح على خفيه».
(٧) أخرجه البخاري (١٣٨)، ومسلم (٧٦٣)، من حديث ابن عباس في نومه عند خالته ميمونة ، وفيه قال: «فلما كان في بعض الليل قام النبي فتوضأ من شن معلق وضوءًا خفيفًا» والشن القربة.