للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولأنَّها صلاةٌ، فلم تُكرَهْ فيه كسائر الصَّلوات.

وقيل: هو أفضلُ. وقيل: عكسُه. وخيَّره أحمد (١)، واقتصر عليه في «الوجيز».

فإن (٢) لم يُؤمَنْ تلويثُه؛ لم يَجُزْ، ذَكرَه أبو المعالِي.

وذهب قومٌ إلَى الكراهة؛ لمَا روى أحمدُ، ثنا وكيعٌ، ثنا ابنُ أبِي ذِئْبٍ، عن صالحٍ مَولَى التَّوْأَمةِ، عن أبِي هُريرةَ مرفوعًا: «مَنْ صلَّى علَى جَنازةٍ في المسجد فلا شَيءَ له» (٣)، ولأِنَّه يَحتمِلُ انفجارُه فيه.

وجوابُه: بأن صالِحًا فيه ضعفٌ، وبأنَّ احتمال انفجاره نادِرٌ، ثُمَّ هو عادةً بعلامةٍ، فمتى ظَهَرت؛ كُرِه إدخالُه المسجدَ.

(وَإِنْ لَمْ يَحْضُرْهُ (٤) غَيْرُ النِّسَاءِ؛ صَلَّيْنَ عَلَيْهِ)؛ «لأنَّ (٥) عائشةَ أمرت أن


(١) ينظر: الفروع ٣/ ٣٦٠.
(٢) في (د): أفإن.
(٣) أخرجه أحمد (٩٧٣٠)، وأبو داود (٣١٩١)، وابن ماجه (١٥١٧)، والبيهقي في الكبرى (٧٠٤٠)، وصالح بن نبهان مولى التوأمة صدوق اختلط، قال ابن عدي: (لا بأس برواية القدماء عنه كابن أبي ذئب وابن جريج)، وبعض أهل العلم يضعف رواية صالح مطلقًا، قال ابن عبد البر: (من أهل العلم من لا يحتج بحديثه أصلاً لضعفه، ومنهم من يقبل منه ما رواه ابن أبي ذئب خاصة)، وضعف الحديث جماعة من الحفاظ منهم أحمد وابن المنذر والخطابي وابن حبان والبيهقي، وبينوا أن متنه مخالف لحديث عائشة ، وصححه الألباني. ينظر: المجروحين ١/ ٣٣٦، الخلاصة ٢/ ٩٦٦، تنقيح التحقيق ٢/ ٦٥٢، السلسلة الصحيحة (٢٣٥١).
(٤) في (أ): لم يحضر.
(٥) في (د) و (و): ولأن.