للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشُّهداء والصَّالحين؛ ليُنتفَع بمجاورتهم في البقاع الشَّريفة.

فلو أَوْصَى أن يُدفَن في ملكه؛ دُفِن مع المسلمين، قاله أحمدُ (١)، كما إذا اختلف الورثة، وحَمَل المجْدُ الأوَّلَ على ما إذا (٢) نقصها نقصًا لا يَحتَمِله الثُّلثُ، قال في «الفروع»: وهو مُتَّجِهٌ.

قال أحمدُ: (لا بأسَ بشرائه مَوضِعَ قبرِه، ويُوصِي بدَفنه فيه، فَعلَه عُثمانُ وعائشةُ) (٣)، قال ابن تميمٍ: (بشرط (٤) خروجه من الثلث).


(١) ينظر: مسائل ابن هانئ ١/ ١٩٠.
(٢) زيد في (و): كان.
(٣) ينظر: المغني ٢/ ٣٨١.
أثر عثمان : أخرج الطبراني في الكبير (١٠٩)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٢٦٥)، عن الإمام مالك أنه قال في قصة دفن عثمان : «فحملوه حتى أتوا به إلى حُشِّ كوكب، فلما دلوه في قبره؛ صاحت عائشة بنت عثمان»، وذكر القصة. قال مالك: وكان عثمان بن عفان قبل ذلك يَمرُّ بحش كوكب فيقول: «ليدفنن ههنا رجل صالح».
وأخرج ابن سعد في الطبقات (٣/ ٧٧)، عن مالك بن أبي عامر، جد الإمام مالك أنه قال: كان الناس يتوقَّون أن يَدفنوا موتاهم في حُشِّ كوكب، فكان عثمان بن عفان يقول: «يوشك أن يهلك رجل صالح فيُدفن هناك، فيأتسي الناس به»، قال مالك بن أبي عامر: فكان عثمان بن عفان أول من دفن هناك.
وأخرج ابن عساكر في تاريخه (٣٩/ ٥٢٠)، عن الزبير بن بكار قال عن عثمان: دفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء الآخرة في حُشِّ كوكب بالبقيع، كان عثمان اشتراه فوسع به البقيع.
وكذا ذكر ابن أبي خيثمة وابن دحية: أن عثمان كان قد اشترى حُشَّ كوكب، ذكره ابن الملقن في البدر المنير ٥/ ٣٨٣، وذكر ذلك غيره كما في كتب التواريخ ومعاجم البلدان.
وأثر عائشة : لم نقف عليه، وذكره في المغني والشرح، والثابت أنها دُفنت بالبقيع: أخرجه عبد الرزاق (١٥٩٣، ٦٥٧٠)، وابن المنذر في الأوسط (٧٦٣)، والبيهقي في الكبرى (٤٢٧٨)، عن ابن جريج قال: قلت لنافع: أكان ابن عمر يكره أن يُصلى وسط القبور؟ قال: «لقد صلينا على عائشة وأم سلمة وسط البقيع»، قال: «والإمام يوم صلينا على عائشة أبو هريرة، وحضر ذلك عبد الله بن عمر»، وإسناده صحيح.
(٤) في (أ) و (ب): يشترط.