للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وَيَقُولُ (١) فِي تَعْزِيَةِ المُسْلِمِ بِالمُسْلِمِ: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ، وَأَحْسَنَ عَزَاءَكَ، وَغَفَرَ لِمَيِّتِكَ)، قال المؤلف: (لا أعلم فِي التَّعْزِية شَيئًا مَحدودًا، إلاَّ أنَّه رُوِيَ أنَّ النَّبيَّ عَزَّى رَجُلاً، فقال: «رَحِمَك اللهُ وآجَرَك» رواه أحمدُ) (٢)، وعزَّى رَجُلاً (٣) فقال: «آجَرَنا اللهُ وإيَّاكَ فِي هذَا الرَّجُلِ»، ورُوِيَ أنَّه قال (٤): «أعْظَمَ اللهُ أجْرَكم، وأحْسَن عَزاءَكم»، ويقول المُعَزَّى: استجابَ اللهُ دُعاك، ورحِمَنا وإيَّاكَ، فعله أحمدُ (٥).

فَرْعٌ: إذا قال لآخَرَ: عَزِّ عَنِّي فُلانًا؛ تَوَجَّهَ أن يقولَ له: فلانٌ يُعَزِّيك.

(وَفِي تَعْزِيَتِهِ عَنْ كَافِرٍ: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ، وَأَحْسَنَ عَزَاءَكَ، وَفِي تَعْزِيَةِ الْكَافِرِ بِمُسْلِمٍ: أَحْسَنَ اللهُ عَزَاءَكَ وَغَفَرَ لِمَيِّتِكَ)؛ لأنَّ ذلك لائق بحال الميت والمُصابِ.


(١) في (د) و (و): فيقول.
(٢) أخرج ابن أبي شيبة (١٢٠٧١)، والبيهقي في الكبرى (٧٠٩٢)، من طريق حسين بن أبي عائشة، عن أبي خالد الوالبي، أن النبي عزَّى رجلاً فقال: «يرحمك الله ويأجرك»، وهو مرسل، وأبو خالد الوالبي مقبول، وأخرج أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان ١/ ١١٨، من حديث الحسين بن علي ، قال: كان رسول الله إذا عزى قال: «آجركم الله ورحمكم»، وإذا هنأ قال: «بارك الله لكم، وبارك عليكم»، وفي إسناده من لم نعرفه، ولم نقف عليه في مسند أحمد ولا في غيره من كتبه.
(٣) أي: الإمام أحمد كما في الفروع ٣/ ٤٠٥، والمعزَّى هو أحمد بن الشهيد كما في طبقات الحنابلة ١/ ٤٨.
(٤) أي: الإمام أحمد لما عزى أبا طالب كما في الفروع ٣/ ٤٠٥.
وقد أخرج ابن حبان في المجروحين ١/ ١٢٦ من طريق ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله عزى رجلاً مسلمًا برجل ذمي مات له فقال له: «آجرك الله وأعظم أجرك وجبر مصيبتك»، وفيه: إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، قال ابن حبان عنه: (كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، وما لا أصل عن الأثبات، لا يحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به).
(٥) ينظر: المغني ٢/ ٤٠٦.