للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا العُنَّاب، وجزم في «الأحكام السلطانية» و «المستوعب» و «الكافي» بالزَّكاة فيه، قال في «الفروع»: وهذا أظهر، فالتين (١) والمشمش والتُّوت مثلُه، واختاره شَيخُنا في التِّين (٢)؛ لأنَّه يدَّخَرُ كالتَّمْر.

(وَلَا فِي الْخُضَرِ)؛ كالقِثَّاء والباذِنْجان واللِّفْت؛ لما رَوَى الدَّارَقُطْنيُّ بإسنادِه عن عليٍّ: أنَّ النَّبيَّ قال: «لَيْس في الخضْراوات صدقةٌ»، وعن عائشةَ نحوُه (٣)، (وَالْبُقُولِ وَالزَّهْرِ)؛ لأنَّه غير مَكِيل مدَّخَرٍ، ونحوهما: الوَرَق


(١) في (د) و (و): والتين.
(٢) ينظر: الفروع ٤/ ٧١، الاختيارات ص ١٤٩.
(٣) حديث علي : أخرجه الدارقطني (١٩٠٧)، وفي المؤتلف والمختلف له (٣/ ١١٨٣)، ومن طريقه ابن الجوزي (٨٢٢)، وفيه الصَّقر بن حبيب، ويقال له: الصَّعق بن حبيب السَّلولي، قال ابن حبَّان: (شيخٌ من أهل البصرة يخالف الثِّقات في الروايات، ويأتي بالمقلوبات عن الأثبات)، ثم ذكر له هذا الحديثَ، فقال: (ليس هذا من كلام النبيِّ ، وإنَّما يُعرف هذا بإسنادٍ منقطعٍ، فقلب هذا الشَّيخُ على أبي رجاءٍ عن ابن عبَّاسٍ عن عليٍّ)، وضعَّفه ابن الجوزي وابن عبد الهادي والزيلعي وابن حجر، وقال: (وفيه الصَّقر بن حبيب، وهو ضعيفٌ جدًّا).
وحديث عائشة : أخرجه الدارقطني (١٩٠٨)، وفيه صالح بن موسى الطَّلحي الكوفي، ضعَّفه الأئمة جدًّا، والحديث ضعفه ابن الجوزي وابن عبد الهادي والزيلعي ابن حجر.
وفي الباب أحاديثُ مرفوعةٌ عن معاذٍ وأنسٍ ومحمد بن عبد الله بن جحشٍ وطلحة بن موسى، وكلُّها ضعيفةٌ واهيةٌ، قال الترمذي: (ليس يصحُّ في هذا البابِ عن النبي شيءٌ، وإنَّما يُروى هذا عن موسى بن طلحة، عن النبي مرسلاً، والعمل على هذا عند أهل العلم: أنه ليس في الخضراوات صدقة). ينظر: المجروحين لابن حبان ١/ ٣٧٥، العلل المتناهية ٢/ ٧، تنقيح التحقيق ٣/ ٥٠، نصب الراية ٢/ ٣٨٦، التلخيص الحبير ٢/ ٣٢١، الدراية ١/ ٢٦٣.