للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمدُ، ورواه الحاكم من طريقين، وصحَّح إسنادَهما، وقال: (إنَّه على شرط الشَّيخَين) (١)، واحتجَّ أحمدُ بقول عمر: «قَوِّمْها ثمَّ أدِّ زكاتَها» (٢).


(١) أخرجه أحمد (٢١٥٥٧)، من طريق ابن جريج، عن عمران بن أبي أنس، بَلَغَه عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري، عن أبي ذرٍّ مرفوعًا، وأخرجه الدَّارقطني (١٩٣٤)، والحاكم (١٤٣٢)، من طرقٍ عن ابن جريجٍ، عن عمران بن أبي أنس به نحوه. فلم يسمع ابن جريج هذا الحديثَ من عمران كما هو بيِّنٌ في رواية أحمد، وصرح بذلك البخاري فقال: (ابنُ جريجٍ لم يسمع من عمران بن أبي أنس، يقول: حدِّثتُ عن عمران بن أبي أنس)، وقد روي الحديث من طريق موسى بن عُبيدة عن عمران بن أبي أنس نحوه، أخرجه ابن أبي شيبة (١٠٧٠٠)، وابن أبي عاصم في الجهاد (٨٥)، والبزَّار (٣٨٩٥)، والدَّارقطني (١٩٣٢)، والحاكم (١٤٣١)، والبيهقيُّ في الكبرى (٧٦٠٢)، وغيرهم من طرقٍ عن موسى بن عُبيدة بن نَشِيط، عن عمران بن أبي أنس، عن مالك بن أوسٍ، عن أبي ذرٍّ مرفوعًا. قال ابن عبد الهادي: (ويحتمل أن يكون ابن جريجٍ سمعه من موسى بن عبيدة)، وقال ابن حجر: (كأنَّه دلَّسه عن موسى بن عُبيدة، فالحديث حديثه ومداره عليه).
وموسى بن عُبيدة بن نَشيط ضعيف، بل شدَّد في أمره بعض أهل العلم، قال أحمد: (حديثُه منكرٌ)، وقال البخاري وأبو حاتم: (منكر الحديث)، وعليه فالحديث ضعيف منكر، وضعَّف الحديثَ البخاريُّ وابن القطَّان وابن عبد الهادي وابن حجر والألباني. ينظر: التاريخ الكبير ٧/ ٢٩١، العلل الكبير للترمذي (١٧١)، الجرح والتعديل ٨/ ١٥٢، بيان الوهم والإيهام ٥/ ٥٦، تنقيح التحقيق ٣/ ٨٢، إتحاف المهرة ١٤/ ١٨١، السلسلة الضعيفة (١١٧٨).
(٢) ينظر: زاد المسافر ٢/ ٣٨٩.
والأثر: أخرجه عبد الرزاق (٧٠٩٩)، وابن أبي شيبة (١٠٤٥٦)، والشافعي في الأم (٢/ ٤٩)، وأبو عبيد في الأموال (١١٧٩)، وأحمد في مسائل عبد الله (ص ١٦٣)، ومسدد كما في المطالب العالية (٩١٨)، وابن زنجويه في الأموال (١٦٨٧)، والدارقطني (٢٠١٨)، والبيهقي في الكبرى (٧٦٠٣)، من طريق أبي عمرو بن حِماس عن أبيه، وضعفه ابن حزم في المحلى ٤/ ٤١؛ بجهالتهما، وتبعه غير واحد، وتعقبه أحمد شاكر في تعليقه على المحلى بقوله: (كلا بل هما معروفان ثقتان)، أما أبو عمرو بن حماس؛ فقد قال فيه أبو حاتم والذهبي كما في الميزان: (مجهول)، وقال ابن سعد في متمم التابعين من الطبقات ص ١٤٩: (قليل الحديث، وكان متعبدًا مجتهدًا)، وقال الدارقطني كما في التهذيب: (معروف)، وقال الحافظ في الإصابة ٧/ ٢٥٧: (تابعي معروف). وهذا مما يرفع جهالته، إلا أننا لم نقف على من صرَّح بتوثيقه، وقد حسَّن الحافظ إسنادًا من طريقه في تغليق التعليق (٢/ ٤٣٦).
وأما أبوه حِماس بن عمرو الليثي؛ فقد قال البخاري كما ذكر النووي في تهذيب الأسماء ١/ ١٨٦: (هو أبو عمر حماس بن عمرو الليثي المدني التابعي، سمع عمر بن الخطاب ، وقال ابن سعد ٥/ ٦٢: (وكان شيخًا قليل الحديث)، وقال الحافظ في تعجيل المنفعة ص ٤٦٦: (مخضرم، كان رجلاً كبيرًا في عهد عمر وذكره ابن حبان في الثقات).