للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وَاسْتَتَرَ) بما (١) أمكنه من حائش نخل أو كثيب رمل؛ لما روى عبد الله بن جعفر قال: «كان أحبَّ (٢) ما استتر به النَّبيُّ لحاجته هدفٌ، أو حائشُ نخل» رواه مسلم (٣)، وفُسِّر بأنَّه: جماعة (٤)؛ لا واحد له من لفظه، ولأنَّ ذلك جهده في ستر العورة المأمور (٥) بها، وذكر السَّامَرِّيّ أنَّه ينبغي ذلك.

(وَارْتَادَ)؛ أي: طلَب (مَكَانًا رَخْوًا)، يجوز فيه فتح الراء وكسرها، ومعناه: ليِّنًا هَشًّا أو عالٍ، أو يلصق ذكره بالأرض الصلبة؛ لما روى أبو موسى قال: كنت مع النَّبيِّ ذات يوم، فأراد أن يبول، فأتى دمثًا في أصل جدار، فبال، ثم قال: «إذا بال أحدكم فليرتد لبوله» رواه أحمد وأبو داود (٦)، ولأنَّه (٧) يأمن بذلك من رشاش البول.

(وَلَا يَبُولُ فِي شَقٍّ)، بفتح الشين، واحد الشقوق، (وَلَا سَرَبٍ)، بفتح السين والراء، عبارة عن الثَّقْب، وهو ما يتَّخذه الدَّبِيب والهوامُّ بيتًا في الأرض؛ لما روى قتادة عن عبد الله بن سَرْجِس قال: «نهى رسول الله أن يُبال في الجُحر»، قالوا لقتادة: ما يكره من البول في الجحر؟ قال: يقال: إنَّها مساكن الجن. رواه أحمد، وأبو داود (٨).


(١) في (أ): ما.
(٢) قوله: (أحب) سقط من (و).
(٣) أخرجه مسلم (٣٤٢).
(٤) زاد في (و) و (ز): النخل.
(٥) في (أ): والمأمور.
(٦) أخرجه أحمد (١٩٥٣٧)، وأبو داود (٣)، وإسناده ضعيف؛ فيه راو مبهم، وضعف الحديثَ البغويُّ، والعراقيُّ. ينظر: الضعيفة للألباني (٢٣٢).
(٧) زيد في (ب): لا.
(٨) أخرجه أحمد (٢٠٧٧٥)، وأبو داود (٢٩) وفي سماع قتادة من ابن سرجس خلاف، نفاه أحمد وأثبته ابن المدني وأبو حاتم، وصحح الحديث ابن خزيمة وابن السكن والنووي وابن الملقن. ينظر: الخلاصة ١/ ١٥٦، البدر المنير ٢/ ٣٢٠.