للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رُوي أنَّ سعد بن عُبادة بال بجُحر بالشَّام، ثمَّ استلقى ميتًا، فسُمع من (١) بئر بالمدينة (٢) يقول:

نحن قَتَلْنا سيِّد الخزْ … رجِ سَعدَ بن عُباده

ورميناه بسَهميْـ … ـن فلم نُخْطِ فؤاده

فحفظوا ذلك اليوم، فوجدوه اليومَ الذي مات فيه سعدٌ (٣).

ولأنَّه يخاف أن تخرج ببوله دابة تؤذيه، أو تردُّه عليه فتنجسه.

والمراد بهذا النَّهي الكراهة، صرَّح به في «الفروع»؛ كمَوْرد ماء، وفم بَالُوعَة.

وكذا يكره على نار؛ لأنَّه يورث السقم، ورمادٍ، قاله في «الرعاية». ومثلُه على قَرع (٤)، وهو الموضع المتجرِّد من النبت بين بقايا منه.

(وَلَا طَرِيقٍ)، وقيَّده ابن تميم: بأن يكون مأتيًّا، والأشهر عدمه.


(١) في (أ) و (ز): في.
(٢) زاد في (و) و (ز): قائلاً.
(٣) أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (٦٧)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (٥٣٥٩)، ورواه أبو الشيخ في العظمة ٥/ ١٦٧٢، والحاكم في المستدرك (٥١٠٢)، وابن سعد في الطبقات ٣/ ٦١٧، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣١٢٠)، عن ابن سيرين مرسلًا أيضًا. قال الهيثمي: (ابن سيرين لم يدرك سعد بن عبادة).
وأخرجه عبد الرزاق (٦٧٧٨)، ومن طريقه الحاكم في المستدرك (٥١٠٣)، والطبراني في الكبير (٥٣٦٠)، عن قتادة مرسلًا. قال الهيثمي: (وقتادة لم يدرك سعدًا أيضًا).
ومجموع المراسيل يقوي القصة، قال ابن عبد البر: (ولم يختلفوا أنه وجد ميتًا في مغتسله، وقد اخضرَّ جسده، ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلاً يقول … )، ثم ذكر القصة. ينظر: مجمع الزوائد ١/ ٢٠٦، الاستيعاب ٢/ ٥٩٩.
(٤) قوله: (قرع) كذا في النسخ الخطية، وهو موافق لما في لسان العرب ٨/ ٢٦٩، خلافًا لما في بعض كتب المذهب المطبوعة.