للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لما رَوَى ابنُ عبَّاسٍ: «أنَّ قومًا كانوا يأتون النَّبيَّ ؛ فإنْ أعطاهم مَدَحوا الإسلامَ، وإنْ مَنَعَهم ذَمُّوا وعابوا» (١).

والمسلمون علَى أربعة أَضْرُبٍ:

(١) (أَوْ (٢) يُرْجَى بِعَطِيَّتِهِ قُوَّةُ إِيمَانِهِ) ومناصَحته فِي الجهاد؛ لأِنَّه لَمَّا بعث إليه علِيٌّ بِذُهَيْبةٍ في تُرْبتها فقسمها (٣) بين أربعة نفر (٤): الأقرعِ بنِ حابِسٍ، وعُيَيْنةَ بنِ بدْرٍ، وعَلْقمةَ بنِ عُلاثَةَ ثُمَّ أحدِ بنِي كِلابٍ، وزيدِ الخَيرِ الطَّائِيِّ ثُمَّ أحدِ بَنِي نَبْهانَ، قال: فغَضِبتْ قُريشٌ، وقالوا: يُعطِي صناديدَ نَجْدٍ ويَدَعُنا، فقال النَّبيُّ : «إنَّمَا فعلتُ ذلك لأتألَّفهم (٥)» متَّفَقٌ عليه من حديث أبِي سعيدٍ (٦).

ويُقبَل قولُه في ضعف إسلامه بلا بيِّنةٍ.

(٢) (أَوْ إِسْلَامُ (٧) نَظِيرِهِ)؛ أي: أنَّهم ساداتٌ من المسلمين لهم نُظَراءُ من المشركين إذا أعطوا (٨) المسلمين رَغِب نظراؤهم في الإسلام؛ لأنَّ أبا بكرٍ أعطى عَدِيَّ بن (٩) حاتِمٍ والزِّبْرِقانَ بنَ بدْرٍ مع إسلامهما، وحُسْن نِيَّاتِهمَا (١٠).


(١) أخرجه ابن جرير في التفسير (١١/ ٥١٩)، وابن مردويه كما في الدر المنثور (٤/ ٢٢٣)، عن ابن عباس ، وإسناده ضعيف؛ لأنه من رواية محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العَوْفي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، وهي نسخة مشهورة مسلسلة بالضعفاء.
(٢) قوله: (أو) سقط من (أ).
(٣) في (أ): قَسَمَها.
(٤) في (ب) و (د) و (ز) و (و): أنفس.
(٥) في (و): لتألفهم.
(٦) أخرجه البخاريُّ (٧٤٣٢)، ومسلم (١٠٦٤).
(٧) في (و): ثم السلام.
(٨) في (أ): أعطى.
(٩) قوله: (ابن) سقط من (ز).
(١٠) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (٣٨٣)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (٣/ ٢٩٤)، وابن عساكر في تاريخه (٩/ ١٩٦)، بإسناد صحيح عن نافع مرسلاً، إلا أنه جعل القصة للزبرقان والأقرع بن حابس.
وأخرجه ابن أبي شيبة (٣٣٠٣٥)، وعلي بن المديني في العلل كما في مسند الفاروق (٢٤٢)، والبخاري في التاريخ الصغير (٢٠٩)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (٣/ ٢٩٣)، وابن أبي حاتم في التفسير (١٠٣٧٧)، والحاكم (٤٤٧٣)، والبيهقي في الكبرى (١٣١٨٩)، بإسناد صحيح عن عَبيدة السلماني قال: جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكر، وذكر نحوه.
وصحح ابن حجر إسناده إلى عَبيدة في الإصابة (١/ ٢٥٤)، وأعله ابن المديني في العلل بقوله: (هذا منقطع؛ لأن عَبيدة لم يدرك القصة، ولا روى عن عمر أنه سمعه منه، قال: ولا يروى عن عمر بأحسن من هذا الإسناد، وقد رواه طاوس مرسلاً)، وعلى القول بأنه مرسل، فيقويه مرسل نافع وطاوس.