للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وَيُكْرَهُ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ عَلَى الضِّيقِ)، ولا عادةَ له به، (أَنْ يَنْقُصَ نَفْسَهُ عَنِ (١) الْكِفَايَةِ التَّامَّةِ)، نَصَّ عليه (٢)؛ لأنَّ التقتير والتَّضييق مع القدرة؛ شُحٌّ وبخل نهى الله عنه، وتعوَّذ النَّبيُّ منه (٣)، وفيه سوء الظن بالله تعالَى.

وظَهَرَ مِمَّا سَبَقَ: أنَّ الفقيرَ لا يَقترِض ويتصدق (٤)، لكن نَصَّ أحمدُ في فقيرٍ لقريبه وليمةٌ: يستقرض (٥) ويُهدِي له (٦)، وهو محمولٌ إذا ظنَّ وفاءً.

مسألةٌ: يَحرُم المنُّ بالصَّدقة وغيرِها، وهو كبيرةٌ علَى نصِّ أحمدَ فيها (٧)، ويَبْطُلُ الثَّوابُ بذلك، وللأصحاب فيه خلافٌ، وفي بُطْلان طاعةٍ بمعصيةٍ، واختار الشيخ تقي الدين (٨): الإحباط (٩) بمعْنَى الموازَنةِ، وأنَّه قولُ أكْثَرِ السَّلَف (١٠).

وإذا أخْرَج شَيئًا يَتَصدَّقُ به، أو وكَّل في ذلك، ثمَّ بدا له؛ استُحِبَّ أنْ يمضيه، ولا يجب (١١).


(١) في (د) و (و): غير.
(٢) ينظر: الفروع ٤/ ٣٨٢.
(٣) يشير المؤلِّف رحمه الله تعالى: إلى ما أخرجه البخاري (٤٧٠٧)، ومسلم (٢٧٠٦)، من حديث أنس بن مالك ، أنَّ رسول الله كان يدعو: «أُعوذ بك منَ البخل والكَسل وأَرذل العُمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات».
(٤) في (ب) و (ز): ولا يتصدق، وفي (د) و (و): ولا يصدق. وقد ضرب في الأصل على (لا)، والمثبت موافق لما في الفروع ٤/ ٣٨٢.
(٥) في (د): لستقرض.
(٦) ينظر: الفروع ٤/ ٣٨٢.
(٧) ينظر: الفروع ٤/ ٣٨٢.
(٨) قوله: (تقي الدين) سقط من (أ).
(٩) في (أ): الاحتياط.
(١٠) ينظر: الفروع ٤/ ٣٨٢.
(١١) قوله: (ولا يجب) سقط من (أ).