للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشَّهر، وذكر الشَّيخ تقيُّ الدِّين وجْهًا: يُكرَه (١). وفي «المنتخب»: لا يجوز؛ لخبرٍ، وقد ضُعِّف، وقال ابن الجوزي: هو موضوع (٢).

وسُمِّي رَمَضَانَ؛ لحرِّ جَوفِ الصَّائم فيه ورَمْضِه، والرَّمْضاء: شدَّة الحَرِّ. وقيل: لمَّا نَقَلُوا أسْمَاءَ الشُّهور عن اللُّغة القديمة، فوافَقَ شدَّة الحَرِّ. وقيل: لأنَّه (٣) يُحرِق الذُّنوبَ. وقيل: موضوعٌ لغير معنًى كبقية الشُّهور. وقيل فيها معانٍ أيضًا.

(بِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ)؛ لقوله : «صُومُوا لِرُؤْيته» (٤).

(فَإِنْ لَمْ يُرَ مَعَ الصَّحْوِ؛ أَكْمَلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا ثُمَّ صَامُوا)، بغير خلافٍ (٥) وصَلَّوا التراويح كما لو رَأَوْهُ.

ويُستحَبُّ تَرَاءِي الهلالِ احتياطًا للصَّوم، وحِذارًا من الاِخْتِلاف، وقد روت عائشةُ قالت: «كان النَّبيُّ يتحفَّظ من شعبانَ ما لا يتحفَّظ من غيره، ثمَّ يصوم لرؤية رمضان» رواه الدَّارَقُطْنيُّ بإسنادٍ صحيح (٦).


(١) ينظر: الفروع ٤/ ٤٠٣.
(٢) أخرجه ابن عدي (٨/ ٣١٣)، والبيهقي في الكبرى (٧٩٠٤)، من حديث أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا: «لا تقولوا "رمضان"؛ فإن رمضان اسم من أسماء الله، ولكن قولوا: شهر رمضان»، وأبو معشر نجيح المدني ضعيف، وقال أبو حاتم: (هذا خطأ؛ إنما هو قول أبي هريرة)، وضعف الحديث البيهقي وابن حجر، وقال الألباني: (باطل). ينظر: علل ابن أبي حاتم ٣/ ١١١، الموضوعات لابن الجوزي ٢/ ١٨٧، الفتح ٤/ ١١٣، السلسلة الضعيفة (٦٧٦٨)
(٣) قوله: (لأنه) سقط من (و).
(٤) أخرجه البخاري (١٩٠٩)، ومسلم (١٠٨١)، من حديث أبي هريرة .
(٥) نقل الإجماع ابن المنذر، كما نقله الحافظ عنه. ينظر: فتح الباري ٤/ ١٢٣.
(٦) أخرجه أحمد (٢٥١٦١)، وأبو داود (٢٣٢٥)، وابن الجارود (٣٧٧)، وابن خزيمة (١٩١٠)، وابن حبان (٣٤٤٤)، والدارقطني (٢١٤٩)، وهو حديث صحيح، قال الألباني: (إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه ابن الجارود وابن حبان والدارقطني والحاكم والذهبي). ينظر: صحيح أبي داود ٧/ ٩٢.