للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وَإِنْ حَالَ دُونَ مَنْظَرِهِ)؛ أيْ: مَطلَعِه (غَيْمٌ أَوْ قَتَرٌ لَيْلةَ الثَّلَاثِينَ؛ وَجَبَ صِيَامُهُ بِنِيَّةِ رَمَضَانَ فِي ظَاهِرِ المَذْهَبِ)، اختاره الخِرَقِيُّ وأكثَرُ شيوخ أصحابنا، ونصوص أحمدَ عليه (١)، وهو مذهب عُمَرَ (٢)، وابْنِه (٣)، وعمْرِو بن العاص (٤)، وأبِي هُرَيرةَ (٥)، وأنَسٍ (٦)،


(١) ينظر: مسائل صالح ٣/ ٢٠٢، مسائل أبي داود ص ١٢٧، مسائل عبد الله ص ١٩٤.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (٩٥٠٧)، وأحمد في مسائل الفضل بن زياد كما في شرح العمدة لشيخ الإسلام (١/ ٩٥)، عن أبي عثمان قال: قال عمر: «ليتق أحدكم أن يصوم يومًا من شعبان، أو يفطر يومًا من رمضان»، قال: «وأن يتقدم قبل الناس، فليفطر إذا أفطر الناس»، وإسناده صحيح.
وأخرجه أبو حفص العُكبري كما في درء اللوم لابن الجوزي (ص ٥٢)، بإسناده عن مكحول: أن عمر بن الخطاب كان يصوم إذا كانت السماء في تلك الليلة مغيمة، ويقول: «ليس هذا بالتقدُّم، ولكنه التحري»، قال أبو زرعة: (مكحول عن عمر مرسل)، ويقويه ما قبله. ينظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص ٢١٣.
(٣) أخرجه أحمد (٤٤٨٨)، وأبو داود (٢٣٢٠)، وأبو عوانة (٢٩٣٥)، وأبو نعيم في مستخرجه (٢٤١٥)، والدارقطني (٢١٦٨)، والبيهقي في الكبرى (٧٩٢٣)، عن نافع بلفظٍ سيذكره المؤلف قريبًا، وإسناده صحيح.
وأخرجه الشافعي في اختلاف الحديث مع الأم (٨/ ٦٥٧)، وأبو يعلى الموصلي (٥٤٤٨)، وابن ماجه (١٦٥٤)، والبيهقي في معرفة السنن (٨٥٦١)، عن سالم بن عبد الله قال: «وكان ابن عمر يصوم قبل الهلال بيوم»، وإسناده صحيح.
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسائل الفضل بن زياد كما في زاد المعاد (٢/ ٤٢)، وابن الجوزي في درء اللوم (ص ٥٥)، من طريق ابن لهيعة، عن عبد الله بن هُبيرة، عن عمرو بن العاص : «أنه كان يصوم اليوم الذي يُشك فيه من رمضان»، ابن لهيعة ضعيف، وابن هُبيرة لم يدرك عمرو بن العاص.
(٥) أخرجه الإمام أحمد في مسائل الفضل بن زياد كما في درء اللوم والضيم في صوم يوم الغيم لابن الجوزي (ص ٥٥)، وفي زاد المعاد (٢/ ٤٢)، والبيهقي في الكبرى (٧٩٧٢)، عن أبي مريم قال: سمعت أبا هريرة يقول: «لأن أتعجل في صوم رمضان بيومٍ أحب إليَّ من أن أتأخر؛ لأني إذا تعجلت لم يفتني، وإذا تأخرت فاتني»، إسناده صحيح.
(٦) أخرجه الإمام أحمد في مسائل الفضل بن زياد كما في زاد المعاد (٢/ ٤٢)، ومن طريقه ابن الجوزي في درء اللوم والضيم في صوم يوم الغيم (ص ٥٤)، عن يحيى بن أبي إسحاق قال: رأيت الهلال إما الظهر وإما قريبًا منه، فأفطر ناس من الناس، فأتينا أنس بن مالك فأخبرناه برؤية الهلال وبإفطار من أفطر، فقال: قال أنس : «هذا اليوم يكمل لي أحد وثلاثون يومًا، وذلك لأن الحكم بن أيوب أرسل إليَّ قبل صيام الناس إني صائم غدًا، فكرهت الخلاف عليه فصمت، وأنا مُتمٌّ يومي هذا إلى الليل»، إسناده صحيح.