للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يَجِب صَومُه في قَول أصحابِنا. وعنه: وَجَبَ ثمَّ نُسِخ، اخْتارَهُ الشَّيخُ تقيُّ الدِّين (١)، ومالَ إليه المؤلِّف، وقاله الأُصولِيُّون.

فائِدةٌ: يَنْبَغِي فيه التَّوسِعةُ على العيال، سَأَلَ ابنُ منصورٍ أحمدَ عنه؛ قال: (نَعَمْ، رواهُ سُفْيانُ بنُ عُيَيْنةَ، عن جَعْفَرٍ الأحمرِ، عن إبراهيمَ بنِ محمَّدٍ بن المنتَشِر-وكان من أفضل أهل زمانه- أنَّه بَلَغَه: «أنَّ من وسَّع علَى عياله يومَ عاشُوراءَ؛ وسَّع الله عليه سائِر سنتِه» (٢)، قال ابنُ عُيَيْنةَ: قد جرَّبنا منذُ خَمْسِينَ سنةً أوْ سِتِّين، فمَا رَأَيْنا إلاَّ خَيرًا) (٣).


(١) ينظر: الاختيارات ص ١٦٤، الفروع ٥/ ٩١.
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (١٠٠٠٧)، والبيهقي في الكبرى (٣٥١٣)، من حديث ابن مسعود مرفوعًا بلفظ: «من وسع على عياله يوم عاشوراء؛ لم يزل في سعة سائر سنته»، ومال البيهقي إلى تقويته بما له من الطرق والشواهد فقال: (هذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة، فهي إذا ضُمَّ بعضها إلى بعض أخذت قوة)، وأغلب الأئمة على ضعفه وعدم ثبوته، قال أحمد (لا يصح هذا الحديث)، قال العقيلي: (ولا يثبت في هذا عن النبي شيء إلا شيء يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر مرسلاً به)، وقال ابن تيمية عن أثر ابن المنتشر: (وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله، والأشبه أن هذا وُضع لما ظهرت العصبية بين الناصبة والرافضة، فإن هؤلاء اتخذوا يوم عاشوراء مأتمًا، فوَضع أولئك فيه آثارًا تقتضي التوسع فيه واتخاذه عيدًا، وكلاهما باطل)، وضعفه ابن الجوزي والألباني وغيرهم. ينظر: الضعفاء للعقيلي ٣/ ٢٥٢، اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ١٣٢، منهاج السنة ٧/ ٣٩، المنار المنيف ص ١١٢، السلسلة الضعيفة (٦٨٢٤).
(٣) لم نجده في مسائل ابن منصور المطبوعة، وانظر: مسائل ابن هانئ ١/ ١٣٦، مسائل صالح ١/ ٤١٨.