للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلمَاء، ورواه (١) الترمذي (٢) مرفوعًا وصحَّحه (٣)، وقال ابنُ عبَّاسٍ: «هو التَّاسِع» (٤)، (كَفَّارَةُ سَنَةٍ) ماضيةٍ؛ للخبر (٥).

ويُستحَبُّ معه صومُ التَّاسع؛ لما رَوَى الخلال (٦) بإسنادٍ جيِّدٍ عن ابن عبَّاسٍ مرفوعًا: «لَئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ لَأَصُومنَّ التَّاسِعَ والعاشِرَ»، واحتجَّ به أحمدُ (٧)، وقال: إنِ اشْتَبَه عليه أوَّلُ الشَّهْر صام ثلاثةَ أيَّامٍ؛ ليَتَيَقَّنَ صومَهمَا (٨).

وظاهِرُه: أنَّه لا يُكرَه إفرادُ العاشِر بالصَّوم، وهو المذهبُ، وقال الشَّيخُ تقيُّ الدِّين: مقتضى كلامِ أحمد: الكراهةُ (٩)، وهِيَ قَولُ ابنِ عبَّاسٍ (١٠).


(١) في (د) و (و): رواه.
(٢) في (و): الزهري.
(٣) أخرجه الترمذي (٧٥٥)، من طريق الحسن، عن ابن عباس قال: «أمر رسول الله بصوم عاشوراء يوم عاشر»، قال الترمذي: (حسن صحيح)، إلا أن الحسن لم يسمع من ابن عباس كما قال ذلك جمع من الأئمة، وأخرجه ابن أبي شيبة (٩٣٨٦) مرسلاً عن الحسن، وأخرجه عبد الرزاق (٧٨٤١) موقوفًا على ابن عباس ، وله شاهد من حديث عائشة أخرجه البزار (١٢١)، وقال ابن حجر: (إسناده صحح). ينظر: السلسلة الضعيفة للألباني ٨/ ٣١١.
(٤) رواه مسلم (١١٣٣)، عن الحكم بن الأعرج، قال: انتهيت إلى ابن عباس ، وهو متوسد رداءه في زمزم، فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء، فقال: «إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، وأصبح يوم التاسع صائمًا»، قلت: هكذا كان رسول الله يصومه قال: «نعم».
(٥) وهو ما أخرجه مسلم (١١٦٢)، من حديث أبي قتادة مرفوعًا: «صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله».
(٦) في (و): الجلال.
(٧) لم نقف عليه بهذا اللفظ، وأخرج مسلم (١١٣٤): «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»، وورد عن ابن عباس موقوفًا: «خالفوا اليهود، وصوموا يوم التاسع والعاشر»، وسيأتي تخريجه قريبًا.
(٨) ينظر: زاد المسافر ٢/ ٣٤٨.
(٩) ينظر: الاختيارات ص ١٦٤، الفروع ٥/ ٩١.
(١٠) أخرجه عبد الرزاق (٧٨٣٩)، والطبري في تهذيب الآثار -مسند عمر- (٦٦٤)، والطحاوي في معاني الآثار (٣٣٠٢)، والبيهقي في الكبرى (٨٤٠٤)، عن عطاء، أنه سمع ابن عباس يقول في يوم عاشوراء: «خالفوا اليهود وصوموا التاسع والعاشر»، وإسناده صحيح.
وأخرجه الشافعي في السنن المأثورة (٣٣٧)، ومن طريقه البيهقي في المعرفة (٨٩٦٦)، عن عبيد الله بن أبي يزيد: سمعت ابن عباس، يقول: «صوموا التاسع والعاشر، ولا تتشبهوا باليهود»، وإسناده صحيح.