للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولأِنَّه يُضْعِف عن الدُّعاء، فكان (١) تركُه أفضلَ، وقيل: لأِنَّهم أضْيافُ الله وزُوَّارُه.

وكَرِهَه جماعةٌ؛ للنَّهْي عنه في (٢) حديث أبِي هُرَيرةَ، رواه أحمدُ وابنُ ماجَهْ (٣).

واخْتارَ الآجُرِّيُّ: أنَّه يُستحَبُّ، إلاَّ أن يُضْعِفَه عن الدُّعاء، وحكاه الخَطَّابِيُّ عن إمامنا نحوه (٤)، قاله المجْدُ.

وهذا في غير المتمتِّع والقارِن إذا عَدِما الهديَ، وسيأتِي.

(وَيُسْتَحَبُّ صَوْمُ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ)؛ لمَا رَوَى ابنُ عبَّاسٍ مرفوعًا قال: «ما مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصالح فِيهِنَّ أحبُّ إلَى الله من هذِهِ» -أيام (٥) العَشْرِ-، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: «ولا الجِهادُ فِي سبيل الله، إلاَّ رجلاً خَرَج بنفْسه وماله، فلم يَرجِعْ مِنْ ذلك بشَيءٍ» رواه البخاريُّ (٦).


(١) في (ب) و (د) و (و): وكان.
(٢) في (أ): من
(٣) أخرجه أحمد (٨٠٣١)، وأبو داود (٢٤٤٠)، والنسائي في الكبرى (٢٨٤٣)، وابن ماجه (١٧٣٢)، من حديث أبي هريرة : «أن رسول الله نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة»، وفي إسناده مهدي بن حرب وهو مقبول، ولم يتابع، قال العقيلي: (لا يتابع عليه، وقد روي عن النبي بأسانيد جياد: أنه لم يصم يوم عرفة، ولا يصح عنه أنه نهى عن صومه)، قال ابن القيم: (وفي إسناده نظر، فإن مهدي بن حرب العبدي ليس بمعروف، ومداره عليه)، وله شاهد من حديث عائشة عند الطبراني في الأوسط (٢٣٤٩)، ولكن في إسناده إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي وهو متروك. ينظر: الضعفاء للعقيلي ١/ ٢٩٨، زاد المعاد ١/ ٦١، السلسلة الضعيفة (٤٠٤).
(٤) ينظر: معالم السنن ٢/ ١٣١.
(٥) في (أ) و (د) و (و) و (ز): الأيام.
(٦) أخرجه البخاري (٩٦٩).