للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الْجَزَاءِ وَجْهَانِ):

أحدهما: فيه الجزاءُ، وهو ظاهر «الوجيز»؛ لأنَّه أتلفه لمنفعته، أشبه ما لو اضطرَّ إلى أكله.

والثَّانِي: لا؛ لأنَّه اضطرَّه إلى إتلافه كصائلٍ.

(وَعَنْهُ: لَا ضَمَانَ فِي الْجَرَادِ)، روي عن أبي سعيدٍ (١)؛ لأنَّ كعبًا أفتى بأخذه وأكله، فقال له عمر: «ما حملك أن تفتيَهم به؟» قال: «هو من صيد البحر»، قال: «وما يدريك؟» قال: «والذي نفسي بيده؛ إن هو إلاَّ نثرة حوتٍ ينثر (٢) في كلِّ عام مرَّتَينِ» رواه مالكٌ (٣)، وقال ابنُ المنذر: (قال ابن عبَّاس: «هو من صيد البحر») (٤)، ورواه أبو داود من رواية أبي هريرة مرفوعًا، ومن


(١) لعل المراد: ما أخرجه مسدد كما في المطالب العالية (١٢٧٧)، والساجي كما في الاستذكار (٤/ ١٣٢)، وأبو الشيخ في العظمة (٥/ ١٧٩٢)، من طريق سالم بن هلال، حدثني أبو الصديق، عن أبي سعيد الخدري : أنه حج وكعبٌ، فجاء جراد، فجعل كعب يضرب بسوط، فقلت: «يا أبا إسحاق! ألست محرمًا؟»، قال: «بلى، إنه من صيد البحر، وإنما خرج أوله من منخر حوت»، وأبو إسحاق هو كعب الأحبار، وسالم بن هلال قال عنه أبو حاتم: (مجهول)، فإنه لم يرو عنه غير يحيى بن سعيد القطان، إلا أن يحيى ممن لا يروي إلا عن ثقة، ولذا قال الحافظ في اللسان ٣/ ٦: (تكفيه روايته عنه في توثيقه).
(٢) في (ب) و (و): نثرة حوت نثره. وفي (أ): نترة حوت ينتره. ونثر الحوت: أي: عطسته. ينظر: غريب الحديث لابن قتيبة ٢/ ٣٦١.
(٣) أخرجه مالك (١/ ٣٥٢)، ومن طريقه محمد بن الحسن في الحجة على أهل المدينة (٢/ ١٦٩)، وعبد الرزاق (٨٣٥٠)، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أن كعب الأحبار أقبل من الشام في ركب، ثم ذكر القصة، وإسناده صحيح إلى كعب، وكعب الأحبار تابعي مخضرم، يروي أخبار بني إسرائيل بكثرة.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (٦٨٣١)، عن ميمون الكردي، أن ابن عباس كان راكبًا، فمرَّ عليه جراد فضربه، فقيل له: قتلت صيدًا وأنت محرم؟ فقال: «إنما هو من صيد البحر»، لا بأس برجاله، ولا ندري إن كان ميمون أدرك ابن عباس وسمع منه أو لا، فإنه لم يُذكر ممن روى عنه، على أن الأثر مخالف لما صح عن ابن عباس .
أخرج عبد الرزاق (٨٢٤٤)، والشافعي في الأم (٢/ ٢١٥)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (١٠٠١٢)، عن القاسم بن محمد قال: كنت عند ابن عباس فسأله رجل عن جرادة قتلها وهو محرم، قال: «فيها قبضة من قمح، وإنك لآخذ قبضة جرادات»، وإسناده صحيح.