للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تزوَّج ميمونة (١) حلالاً، وبنى بها حلالاً، وكنت الرَّسول بينهما»، إسنادُه جيِّدٌ، رواه أحمد والترمذي وحسَّنه، وقال ابن المسيب: (وهِل ابن عباس)، وفي رواية: (وهم) رواهما الشافعي (٢).

وبالجملة: فقصَّة ميمونة مختلفةٌ، ورواية الحِلِّ أكثر، وفيها صاحب القصة والسَّفير فيها، ولا مطعن (٣) مع موافقتها لما تقدَّم، وفيها زيادة، مع صغر ابن عبَّاسٍ إذًا، ويمكن حمل (٤) قوله: «وهو محرم»؛ أي: في الشهر الحرام، أو البلد الحرام، كقولهم: (قتل عثمان مُحْرِمًا)، أو تزوجها حلالاً، وظهر تزويجها وهو محرمٌ.

ثمَّ لو وقع التَّعارض؛ فحديثُنا أَوْلَى؛ لأنَّه قوله، وذلك فعله، ويحتمل أن يكون خاصًّا به، وعليه عمل الخلفاء (٥).


(١) في (و): بميمونة.
(٢) أخرجه أحمد (٢٧١٩٧)، والترمذي (٨٤١)، والنسائي في الكبرى (٥٣٨١)، وابن حبان (٤١٣٠)، والدارقطني (٣٦٥٨)، من طريق مطر الوراق، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع به، وفي إسناده: مطر بن طهمان الوراق، وهو صدوق كثير الخطأ، قال الترمذي: (حديث حسن)، وخالفه مالك فأرسله عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار: أن رسول الله : «بعث أبا رافع ورجلاً من الأنصار فزوجاه ميمونة بنت الحارث»، وأُعل أيضًا بالانقطاع بين سليمان بن يسار وأبي رافع وأنه لم يسمع، ودفع هذه العلة ابن حجر وأثبت سماعه منه، وصحح ابن القطان وابن القيم اتصاله، ورجح الألباني إرساله مع تصحيحه للواقعة من وجه آخر. وأثر سعيد بن المسيب أخرجه الشافعي في الأم (٥/ ٨٤). ينظر: التلخيص الحبير ٣/ ١٢٣، تهذيب السنن مع عون المعبود ٥/ ٢٠٧، الإرواء ٥/ ٢٨٣.
(٣) في (د) و (ز): نطعن.
(٤) في (أ): على.
(٥) روي عن عمر وعلي : أما أثر عمر : أخرجه مالك (١/ ٣٤٩)، ومن طريقه الشافعي في الأم (٥/ ٨٤)، والبيهقي في الكبرى (٩١٦٢)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (٥٠٦)، والدارقطني (٣٦٤٦)، عن أبي غطفان بن طريف المري: «أن أباه طريفًا تزوج امرأة وهو محرم، فردَّ عمر بن الخطاب نكاحه»، إسناده صحيح، وصححه ابن كثير في مسند الفاروق ٢/ ١١٨.
وأثر عليٍّ : أخرجه مسدد كما في المطالب العالية (١١٩٧)، والعقيلي في الضعفاء (٤/ ٢١٩)، وابن عدي في الكامل (٨/ ١٣٣، ١٦٠)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (٥٠٧، ٥٠٨)، والبيهقي في الكبرى (٩١٦٣، ١٤٢١٦)، من طرق عن الحسن، عن عليٍّ قال: «أيما رجل تزوج وهو محرم انتزعنا منه امرأته ولم نُجِزْ نكاحه»، وهو مرسل، فإن رواية الحسن عن عليٍّ مرسلة كما في جامع التحصيل ص ١٦٢.
وأخرج ابن أبي شيبة (١٢٩٧٢)، والبيهقي في الكبرى (٩١٦٤)، عن جعفر، عن أبيه، أن عليًّا قال: «لا ينكح المُحرِم، فإن نكح رُدَّ نكاحُهُ»، وهذا مرسل أيضًا، محمد بن علي بن الحسين لم يسمع من جده علي.