للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر بعضهم: أنَّ الرِّوايةَ صحيحةٌ، وهي محمولةٌ على أنَّه أراد حرم المدينة قدر ما بين ثور وعير من مكة، وليس بظاهرٍ.

ومنع مصعب الزبيري (١) وجودهما بالمدينة (٢)، وليس كذلك فإن عَيرًا جبل معروفٌ بها، وكذا ثور، وهو جبل خلف أُحُدٍ، كما أخبر به الثِّقات، يؤيِّده الخبر الصَّحيح.

(وَجَعَلَ النَّبيُّ حَوْلَ المَدِينَةِ اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً حِمًى (٣)، رواه مسلمٌ من حديث أبي هريرة (٤).

تَذْنِيبٌ: مكَّةُ أفضلُ من المدينة، نصره القاضي وأصحابه؛ لما روى الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله (٥) بن عدي بن الحمراء (٦): أنَّه سمع النَّبيَّ يقول في سوق مكة: «وَالله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرِجت منك ما خرجت» رواه أحمد والنسائي والترمذي وصحَّحه (٧)، ولمضاعفة الصَّلاة.


(١) قوله: (الزبيري) سقط من (و).
(٢) ينظر: مشارق الأنوار ١/ ١٣٦.
(٣) في (ب): حرم.
(٤) أخرجه مسلم (١٣٧٢).
(٥) في (ب) و (ز): عن عبد الرحمن، وفي (د) و (و): ابن عبد الرحمن.
(٦) في (د) و (و): الجزاء.
(٧) أخرجه أحمد (١٨٧١٥)، والترمذي (٣٩٢٥)، وابن ماجه (٣١٠٨)، وابن حبان (٣٧٠٨)، والحاكم (٤٢٧٠)، قال الترمذي: (حديث حسن صحيح غريب)، وصححه ابن حبان والحاكم وابن حجر. ينظر: الفتح ٣/ ٦٧.