للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طاف كذلك، وقال: «خُذوا عنِّي مناسكَكم» (١)، ويُقرِّب جانبه الأيسر إليه، قال الشَّيخ تقيُّ الدِّين: (لأنَّ الحركة الدَّورية تعتمد (٢) فيها اليمنى على اليسرى، فلمَّا كان الإكرام في ذلك للخارج؛ جعل لليمنى) (٣)، فأول (٤) ركن يمر به يسمى: الشَّامي والعراقيَّ، وهو جهة الشَّام، ثمَّ يليه الرُّكن الغربيُّ والشَّاميُّ، وهو جهة المغرب (٥)، ثمَّ اليمانيْ جهة اليمن، وهو آخر ما يمر (٦) عليه من الأركان؛ لأنَّه يبتدئ بالركن (٧) الذي فيه الحجر الأسود، وهو قبلة أهل خراسان.

(فَإِذَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيْ؛ اسْتَلَمَهُ)، نَصَّ عليه (٨)؛ لما روى ابن عمر: «أنَّ النَّبيَّ كان لا يستلم إلاَّ الحجر والرُّكن اليمانيْ»، قال ابن عمر: «ما تركت استلامهما منذ رأيت رسول الله يستلمهما، في شدَّةٍ ولا رخاءٍ» رواه مسلمٌ (٩)، ولأنَّه مبنيٌّ على قواعد إبراهيم، فسُنَّ استلامه؛ كالرُّكن الأسود.

(وَقَبَّلَ يَدَهُ)، ذكره في «المحرَّر» و «الفروع» قولاً؛ كما يفعل في الحجر الأسود.

وظاهره: أنَّه لا يقبِّله، وجزم (١٠) الخِرَقيُّ وصاحب «الإرشاد» بخلافه؛ لما روى مجاهدٌ عن ابن عبَّاسٍ قال: «رأيت النَّبيَّ إذا استلمه قبَّله،


(١) أخرجه مسلم (١٢٩٧)، من حديث جابر .
(٢) في (و): يعتمد.
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى ٢١/ ١١١، الفروع ٦/ ٣٦.
(٤) قوله: (لليمنى فأول) في (أ): للنهي بأول.
(٥) في (ب) و (د) و (ز) و (و): الغرب.
(٦) في (و): هو.
(٧) في (د) و (و): الركن.
(٨) ينظر: مسائل ابن منصور ٥/ ٢١٢٦.
(٩) أخرجه مسلم (١٢٦٨).
(١٠) زاد في (أ): به.